منظمة التحرير تقر غداً مفاوضات فورية لأربعة أشهر
رام الله ـ أحمد رمضان
كشفت
مصادر فلسطينية مطلعة لـ"المستقبل" أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
الفلسطينية ستجتمع غداً لبحث المفاوضات غير المباشرة المقرر إطلاقها مع
قدوم الموفد الأميركي جورج ميتشل المتوقع أن يلتقي الرئيس محمود عباس يوم
الجمعة.
ورجحت المصادر أن تصادق تنفيذية المنظمة على قرار لجنة
المتابعة العربية الذي اتخذته أول من أمس في اجتماعها في مقر الجامعة
العربية في القاهرة لجهة الموافقة على المفاوضات غير المباشرة لمدة أربعة
أشهر، وهي المهلة المتبقية لقرار الحكومة الإسرائيلية تجميد الاستيطان في
الأراضي الفلسطينية واستثناء القدس ومواصلة بناء البنى التحتية في
مستوطنات الضفة الغربية.
وأشارت المصادر الى أن انتزاع قرار من اللجنة
التنفيذية بخصوص المفاوضات غير المباشرة رغم أنه سيتخذ في نهاية المطاف،
إلا أن اتخاذه لن يكون سهلاً بسبب معارضة معظم الفصائل الفلسطينية
المشاركة في منظمة التحرير لهذه المفاوضات.
وأكدت المصادر أن ميتشل سيلتقي يوم الجمعة القادمة في رام الله مع الرئيس عباس لبحث آليات وجدول أعمال المفاوضات غير المباشرة.
وكشفت
هذه المصادر أن الاتفاق على بدء المفاوضات غير المباشرة تم من حيث المبدأ،
غير أن هناك عشرات التفاصيل ما زالت بحاجة للبحث، خصوصاً أنها ستجري على
أساس جدول أعمال مفتوح، وبالتالي لا يوجد مرجعيات محددة وملزمة للطرفين،
ولا ملفات تحدد الوضع النهائي المفترض أن تطرح على مائدة المفاوضات،
وبالتالي فإن طرح إسرائيل الكثير من الملفات قد يؤدي الى إغراق العملية
التفاوضية بقضايا إجرائية.
وأكدت المصادر أن خطوات بناء الثقة التي
طرحتها الإدارة الأميركية هي مجرد إجراءات ولا ترقى بحال الى مستوى البحث
السياسي، وتتعلق برفع بعض الحواجز التي تقطع أوصال الأراضي الفلسطينية
وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين وتخفيف الحصار عن قطاع غزة، وعدم منع السلطة
الفلسطينية من تنفيذ مشاريع إنمائية في مناطق ب وج، وعودة جيش الاحتلال
الى خطوط 28 أيلول من العام 2000 أي قبل اندلاع الانتفاضة الثانية،
بالإضافة الى فتح مؤسسات فلسطينية في القدس كبيت الشرق والغرفة التجارية.
وقد
أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس أن عباس سيعرض على
اللجنة التنفيذية المقترحات الأميركية بخصوص المفاوضات والأفكار التي
يحملها ميتشل للقيادة الفلسطينية".
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو
ردينه لوكالة "فرانس برس" في اتصال من ابو ظبي حيث يرافق الرئيس عباس في
زيارة رسمية، "إن قرار لجنة المتابعة العربية بخصوص إعطاء فرصة للإدارة
الأميركية وجهودها فرصة لأن تثبت إسرائيل جديتها أمام الإدارة الأميركية
والمجتمع الدولي في الأشهر القادمة".
وشدد أبو ردينة على أن هناك تجديد
عربي لقرار المفاوضات وهو مهم للقضية الفلسطينية، يحض العرب الإدارة
الأميركية للعمل بشكل فاعل ونشط لمنع إسرائيل من التهرب من استحقاقات هذه
الفرصة". وأضاف "أنها فرصة قصيرة الأمد لكنها اختبار لمصداقية الإدارة
الأميركية وامتحان لجدية إسرائيل".
وفي عمان أعلن سفير فلسطين لدى الأردن عطالله خيري أن عباس سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك قريباً بمدينة شرم الشيخ.
وقال
عطالله خيري في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان أمس إن
"عباس سيطلع أخاه الرئيس حسني مبارك على آخر التطورات والمستجدات على
الساحة الفلسطينية وزيارة المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط
جورج ميتشل والوفد المرافق له للمنطقة"، مؤكداً حرص الجانب الفلسطيني على
التنسيق والتشاور مع الأشقاء في مصر.
إسرائيلياً، رحب ديوان رئيس
الوزراء الإسرائيلي بقرار لجنة المتابعة العربية استئناف المفاوضات غير
المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مشترطاً عدم وضع السلطة شروطاً
مسبقة لاستئناف المفاوضات.
وقال رئيس الطاقم الإعلامي لرئيس الوزراء
الإسرائيلي نير حيفيتس، إن "رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) يرحب بالتقدم
نحو استئناف العملية السياسية وينتظر قراراً فلسطينياً رسمياً" وأضاف:
"يكرر رئيس الوزراء ما قاله بأن إسرائيل تريد تجديد محادثات السلام مع
الفلسطينيين، في كل زمان ومكان، ولكن شريطة أن يتم ذلك من دون شروط مسبقة
كما كان خلال 16 سنة مضت ولا تغيير في موقف رئيس الحكومة الحازم بهذا
الشأن".
ونقل الموقع عن مصدر مقرب من نتنياهو قوله إن "كل من هو جاد في
نواياه باستئناف العملية السياسية، من الأفضل له أن يمتنع عن الحديث عن
شروط مسبقة التي لم تكن في السابق ومن الواضح أنها لن تكون".
وصرح نائب
وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون أمس أن المحادثات المباشرة بين
إسرائيل والفلسطينيين برعاية واشنطن يفترض أن تبدأ خلال أيام. وقال
للإذاعة الإسرائيلية العامة "نؤيد أصلاً إجراء مفاوضات سلام بدون شروط
مسبقة، والهدف هو البدء في الأيام المقبلة، الأسبوع المقبل على أبعد حد".
وأضاف أنه "حدث ايجابي. العرب أيضاً يريدون الخروج من المأزق"، في إشارة
الى الضوء الأخضر الذي أعطته لجنة المتابعة العربية لعملية السلام في
القاهرة السبت.
وقال ايالون "قد يقام احتفال لكن هذا ليس واضحاً بعد، والأهم هو العملية التي ستبدأ والقضايا الأساسية التي ستعالج".
ورداً
على سؤال للاذاعة الاسرائيلية حول التزام محتمل من قبل إسرائيل بتجميد
الاستيطان، قال أيالون "على الأرض، لن نمنع الحياة من الاستمرار. إنها
مسألة مبدأ وحتى أخلاق".
[/size][/size]
الأحد مايو 02, 2010 10:16 pm
