بريطانيا تختار رئيس وزرائها المقبل

بريطانيا: المحافظون والأحرار يتفاوضون والأغلبية مع رحيل براون

يسعى
حزبا المعارضة الرئيسيان ببريطانيا، المحافظون والديمقراطيون الأحرار،
لإنهاء حالة الجمود في انتخابات الأسبوع الماضي التي جاءت نتائجها غير
حاسمة قبل أن تفقد الأسواق المالية صبرها فيما وصفت أجواء المفاوضات
«بالجيدة».
واستأنفت فرق من الحزبين المحادثات منذ صباح أمس في محاولة لتأمين اتفاق
سينهي 13 عاماً من حكم العمال. وجرت مناقشات بالفعل بين الزعيمين وفريقي
تفاوضهما.
وقال مايكل جوف المتحدث باسم المحافظين لشؤون التعليم وأحد أوثق حلفاء
كاميرون لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان «الأجواء جيدة.
هناك رغبة للمحاولة والتصرف بما يتفق والمصلحة الوطنية». وأشار جوف الى
أنّ هناك سيناريوهات عدّة محتملة بما في ذلك حكومة محافظين يدعمها
الديمقراطيون الأحرار بالبرلمان في قضايا أساسية معينة او ائتلاف اكثر
رسمية مع وزراء من الحزبين او وضع بين الإثنين. وربما يكون اكبر حجر عثرة
الإصلاح الانتخابي وهو مطلب الديمقراطيين الأحرار بالتحوّل الى نظام
التمثيل النسبي الذي يعارضه المحافظون. ويعتقد بعض المحللين أنّ بريطانيا
قد تتجه نحو إجراء انتخابات جديدة خلال عام إذا لم يستطع المحافظون إبرام
اتفاق شراكة مجدي مع الأحرار لحكومة تدوم. ويرجح بعض هؤلاء بدرجة اكبر
تشكيل المحافظين حكومة أقليّة تحكم دون اتفاق رسمي لاقتسام السلطة. لكن
عودة زعيم المحافظين ديفيد كاميرون الى الناخبين لطلب تفويض أقوى لن تكون
بعيدة.
في هذه الأثناء تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء غوردون براون من داخل صفوف
حزب العمال لاعلان تنحيه عن منصبه كزعيم للحزب. وقالت صحيفة «صنداي
تليغراف» الصادرة أمس إنّ شخصيات بارزة من حزب العمال تتساءل الآن ما إذا
كان موقع براون كزعيم للحزب يعرقل أي فرصة مهما كانت صغيرة أمام التوصل
لاتفاق على تقاسم السلطة مع حزب الديمقراطيين الأحرار. واضافت الصحيفة أنّ
وزير الأعمال اللورد بيتر ماندلسون جرى اختياره كمسؤول بارز قادر على
اقناع براون بتحديد موعد رحيله لمصلحة حزب العمال. لكن مصادر حزب العمال
نفت حدوث أي شيء من هذا القبيل.
ومن شأن رحيل براون أن يفجّر تنافساً على زعامة حزب العمال للمرة الأولى
منذ 16 عاماً. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة إنّ ثلاثة معسكرات برزت
الآن داخل حزب العمال بعد هزيمته في الانتخابات، يحبّذ أولها ابرام صفقة
مع الديمقراطيين الأحرار والعمل من موقع الحزب المعارض الرئيسي، فيما يدعو
المعسكر الثاني إلى اقامة تحالف تدريجي بين العمال والديمقراطيين الأحرار
مع بقاء براون للاشراف على هذه العملية، ويفضّل المعسكر الثالث رحيل براون
وابرام تحالف بين الحزبين.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أنّ 62% من البريطانيين يؤيدون رحيل براون. وقال
الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة «يوغاف» لصحيفة «صنداي تايمز»، إن 28% يعتقدون
أنّ براون كان محقاً حين قرر التمسك بالسلطة في حال فشل حزب المحافظين
وحزب الديمقراطيين الأحرار في التوصل إلى اتفاق حول صياغة الحكومة
الجديدة. لكنه وجد أنّ 48% من الناخبين البريطانيين يريدون أن يتولى حزب
المحافظين قيادة الحكومة الجديدة سواء أكانت حكومة أقلية أو حكومة ائتلاف،
بالمقارنة مع 31% يفضلون أن يتولى حزب العمال قيادة الحكومة الجديدة
بالتحالف مع حزب الديمقراطيين الأحرار.
واضاف الاستطلاع أنّ 62% من الناخبين البريطانيين يؤيدون اصلاح نظام
التصويت والذي قاد إلى تعليق البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت
الخميس الماضي.
(رويترز، يو بي آي)

» ترحيب بتحقيق بريطانيا في التعذيب
» قائمة رئيس الوزراء العراقي في الطليعة
» الرئيس بوتفليقة يستقبل رئيس مجلس الوزراء السوري