مأوى المتقين
أخي الحبيب .أختي الحبيبة :السلام عليكم ورحمة الله .
كم يسعدنا أن تنضم لأسرة هذا المنتدى بالتسجيل إن كنت غير مسجل .
ألف تحية وشكر

مأوى المتقين
أخي الحبيب .أختي الحبيبة :السلام عليكم ورحمة الله .
كم يسعدنا أن تنضم لأسرة هذا المنتدى بالتسجيل إن كنت غير مسجل .
ألف تحية وشكر

مأوى المتقين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى إسلامي يهتم بالقضايا العامة .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صفحات مزرية من تاريخ اليهود ..؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تقي الدين
Admin
تقي الدين


عدد المساهمات : 1362
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمر : 62
الموقع : alger

صفحات مزرية من تاريخ اليهود ..؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: صفحات مزرية من تاريخ اليهود ..؟؟   صفحات مزرية من تاريخ اليهود ..؟؟ Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 12:40 am

صفحات مزرية من تاريخ اليهود



"لا يوجد شعب فلسطيني ... وكأننا نحن الذين جئنا لإخراجه من دياره والاستيلاء على بلده . فهم (الفلسطينيون) لا وجود لهم.."؛ رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة جولدا مائير في تصريح لصحيفة الصنداي تايمز اللندنية بتاريخ 15/5/1969.

"كانت حياة العبرانيين في فلسطين تشبه حالة رجل يصر على الإقامة وسط طريق مزدحم، فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار … ومن البدء حتى النهاية لم تكن مملكتهم سوى حادث طارئ في تاريخ مصر وسوريا وأشور وفينيقيا، ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم" . المؤرخ هـ.ج ولز في كتابه "موجز التاريخ"

تقديم:
تطور الجدل وتعددت مظاهر الصراع التاريخي والعقائدي بين المسلمين واليهود حول أحقية كل من الطرفين في امتلاك البقعة المقدسة التي يجثم عليها المسجد الأقصى المبارك منذ حوالي أربعة آلاف عام حيث بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد بنائه للمسجد الحرام في مكة المكرمة بأربعين سنة.

في إطار هذا الجدل، يثير اليهود الشكوك حول المسجد الأقصى المبارك وما حوله، وأنه بني فوق أرض يهودية وعلى أنقاض الهيكل المقدس الذي كان يشكل رمزاً للهوية اليهودية ومعلماً دينياً ووطنياً لهم في زمن من العصور الغابرة . وقد جند اليهود ومن أجل تأكيد هذه الشكوك، الكثير من الطاقات والمقدرات والإمكانات البشرية والمادية، لتصبح بعدئذٍ حقائق دينية أكيدة لدى جمهور كبير من اليهود الذين صبغت عقولهم بعنصرية دينية مارقة، وجبلت أذهانهم على حب الانتقام من الآخر، واستغلال كل فرصة وامتطاء أية وسيلة مهما كانت من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو تدمير الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، مستمدين عزيمتهم وإصرارهم من وحي عبارات تلمودية وتوراتية صاغها كبار حاخاماتهم وزعاماتهم الدينية، وغيروا وبدلوا فيها عبر كل عصر، حتى قيل أن التوراة دخلها أكثر من ثلاثمائة تحريف.



تم صياغة الفكر اليهودي المشوه في صحائفهم المزورة إلى حقائق مادية على أرض الواقع، تتمثل بمجموعات كبيرة من الشبان العنصريين الذين غرسوا وتربوا وترعرعوا على فكرة واحدة، وهي "بناء الهيكل لخلاص (إسرائيل)"، فكان هؤلاء الشبان هم الحصان الذي امتطى عليه كبار الحاخامات من أجل تغيير معالم المنطقة المقدسة تمهيداً للحدث الكبير، سواء كان ذلك بوساطة الحفر لتقويض أركان المسجد الأقصى، أو بالاعتداء الوحشي والمتكرر على المصلين المسلمين الذين يؤكدون على قدسية وإسلامية هذا المكان خمس مرات في اليوم الواحد.

وعلى الطرف الآخر، يقف المسلمون من أهل القدس وفلسطين، ينظرون ويتابعون بعين الريبة والخوف كل ما يجرى وهم يقدمون الروح والدم من أجل الإبقاء على المسجد الأقصى رمزاً دينياً ربط - وما زال- بين المسجــد الحـرام والسمـاء، وليس بمقدورهــم إلا الهتـــاف بالحنجـرة ( أقصانا لا هيكلهم.. أقصانا لا هيكلهم ).

فلسطين أرض عربية:
يرجح المؤرخون أن أول من سكن فلسطين هم الكنعانيون، وهي القبائل العربية السامية التي نزحت من الجزيرة العربية (الساحل الغربي للخليج العربي)، وتمركزت في فلسطين، فدعيت هذه الأرض باسم (أرض كنعان)، ليكون بذلك أول اسم تحمله فلسطين . وبقيت للكنعانيين السيادة ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة، أي من 2500 ق.م إلى نحو 1000 ق.م، حين تمكن اليهود من إعلان مملكتهم.

ولعل فلسطين أقدم بقاع الأرض التي عرفت التوحيد، عندما هاجر إليها سيدنا إبراهيم (عليه السلام ) قادما من العراق في نحو عام 1805 ق.م، ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط وغيرهم ليعمل على نشر دعوته، وهي الدعوة الحنفية السمحة، كما جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} (آل عمران: 67).

ويذهب المؤرخون إلى أن اليهود كانوا أدنى حضارة ورقياً من الكنعانيين وأنهم اقتبسوا من هؤلاء الكثير من حضارتهم وثقافتهم وآدابهم وطقوسهم، وأن ما شيد في عهد اليهود من قصور وهياكل إنما تم بمساعدة الفينيقيين.

ويبقى التأكيد، على أن اليهود الحاليين ليسوا عنصراً متجانساً، وبالتالي فإن الحنين الصهيوني إلى فلسطين وحق اليهود في العودة إلى صهيون (القدس) - كما سيظهر معنا لاحقاً- إنما هو خرافة ووهم، فضلاً عن أن عرب فلسطين هم السكان الشرعيين للبلاد منذ أقدم الأزمان، قبل ظهور اليهود فيها وبعد رحيلهم عنها بإذن الله.

القدس التسمية والتاريخ:
مع بداية تبلور معالم الحركة الصهيونية، قام اليهود باختلاس أسماء القدس العربية القديمة وصياغتها للتاريخ وترويجها على أنها أسماء عبرية خالصة، والهدف من وراء ذلك تزوير حقائق تاريخية أكيدة لصالح الفكرة الصهيونية من أجل غرس مفهوم يهودية القدس في الذهنية العالمية بشكل عام والذهنية العربية بشكل خاص، وقد نجحوا إلى حد ما، حيث تجنب الكثير من المؤرخين والمفكرين ورجال السياسة استخدام أسماء القدس القديمة معتقدين أنها أسماء يهودية تقتضي الضرورة الوطنية تجنبها.. ومن أسماء المدينة المقدسة:

يبوس: وهو الاسم الذي أطلقه على القدس بُناتها الأوائل وهم العرب اليبوسيين، من بطون الكنعانيين، وكان ذلك نحو (5000) ق.م .

أوروشالم: نسبة إلى الإله "شالم"، أي إله السلام لدى الكنعانيين.

أورشليم وأورسالم: ذكرت في لوحات تل العمارنة الأثرية والتي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهذه الفترة تسبق العبريين، وتسبق عهد الملك سليمان بحوالي خمسمائة عام .

أورسليمو: ذكرت في النقوش الأشورية الأثرية التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

هيروسوليما أو سوليما: ذكرت في النقوش اليونانية من عهد الاسكندر، أي في القرن الرابع قبل الميلاد.

يروشولايام ومن ثم تحريفها إلى أورشليم: هي التسمية العبرية للقدس وأصل المعنى بالسامية "مدينة السلام".

إيليا كابيتولينا: وهو الاسم الذي عرفت به القدس في العهد الروماني حيث أطلقه عليها الإمبراطور إيليوس هدريان الذي منع اليهود من دخولها نهائياً في عهده في القرن الثاني للميلاد.

قديتس: وهو الاسم المحرف في اليونانية عن النطق الآرامي "قديشتا".

كما وهناك أسماء أخرى للقدس عربية وعبرية ولاتينية وإسلامية، آخرها القدس أو بيت المقدس وهو الاسم الذي عرفت به هذه المدينة في صدر الدعوة الإسلامية وبعد الفتح الإسلامي لها على يد الخليفة عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) عام 15هـ/ 636م.

المسجد الأقصى قبل الإسلام:
المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي للمعبد العتيق في أرض فلسطين، فهو مسجد قديم قدم عهود الأنبياء من عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، إلى محمد(صلى الله عليه وسلم) . إذ هو ثاني مسجد بناه سيدنا إبراهيم(عليه السلام) بعد المسجد الحرام، ففي حديث أبي ذر الغفاري(رضي الله عنه) قال: "قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام . قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة".

والمسجد الأقصى عند العلماء والمؤرخين أشمل من مجرد البناء الموجود الآن بهذا الاسم، إذ كل ما هو داخل السور الكبير ذي الأبواب، يعتبر مسجداً بالمعنى الشرعي، وفي إطاره يدخل مسجد قبة الصخرة المشرفة ذو القبة الذهبية المنصوبة على المبنى المثمن . وللصخرة تاريخ عريق، ذلك أنها أول من صلى عندها سيدنا آدم(عليه السلام)، وعندها اتخذ سيدنا إبراهيم(عليه السلام) معبداً ومذبحاً، وعليها أقام سيدنا يعقوب(عليه السلام) مسجده بعد أن رأى عموداً من النور فوقها، حيث جدد بناء معبد سيدنا إبراهيم(عليه السلام) على مكان الصخرة نفسها بعد أن هرم، وهي التي نصب يوشع بن نون(عليه السلام) عندها قبة الزمان، أو خيمة الاجتماع التي صنعها موسى(عليه السلام) في التيه ليتلقى فيها الوحي، وهي التي بنى داود(عليه السلام) عندها محرابه، وشيد سليمان عندها المعبد العظيم المنسوب إليه، والذي أقامه لعبادة الله وتوحيده، تلك الصخرة التي عرج من فوقها النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج . وهذا وحده فقط، يدلل على أن القدس كانت بيتاً للأنبياء ومأوى لهم في كل الأزمان والعصور، وليس من قبيل المنطق، أن تنتقل وراثة من أيدي الأنبياء إلى أيدي قتلتهم من اليهود.

يهمنا هنا، دراسة المكان المقدس في عهدي سيدنا داود وابنه سليمان (عليهما السلام)، وما بعدهما. فقد فتح داوود مدينة القدس عام (977) ق.م، فنقل إليها التابوت الذي كان يحوي بقية آثار موسى وهارون عليهما السلام، وأعد داود(عليه السلام) بالمدينة المقدسة مساحة منبسطة فسيحة ليشيد عليها المعبد المقدس (المسجد الأقصى)، وجهز المواد اللازمة للبناء، ولكنه أحس أن أجله لم يمهله حتى يكمل البناء، فعهد بذلك إلى ابنه سليمان(عليه السلام).

أما سليمان(عليه السلام) الذي ولد في القدس ونشأ بها، فقد تولى العرش بعد أبيه (963-923) ق.م، ثم شرع ببناء المعبد المقدس على هيئة ضخمة فخمة تليق بمكانة نبي أوتي ما لم يؤت أحد من العالمين، ووهب ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده.

وتفيد إحدى الروايات التاريخية أن بناء هذا المسجد (المعبد) استغرق سبع سنين، عمل فيه ثلاثون ألفاً من العمال الذين كانوا ينقلون خشب الأرز من لبنان عبر البحر إلى شاطئ يافي (يافا)، وتم بمساعدة الملك الفينيقي (حيرام) ملك صور، وبهذا فقد كان المهندسون والبناءون المهرة من صور، وكان الإشراف على البناء فينيقياً، وجل العمال الثلاثون ألفاً كان من الكنعانيين، وداخل المسجد كان التصميم وكانت النقوش كنعانية . ولفخامة الهيئة التي بنى عليها سليمان المسجد الأقصى هذا – المعروف في تاريخ بني إسرائيل بالهيكل– نسب هذا المعبد إليه، كما قال ابن تيمية (رحمه الله): "المسجد الأقصى كان من عهد إبراهيم(عليه السلام)، لكن سليمان(عليه السلام) بناه بناءً عظيماً".

وكما روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص(رضي الله عنه) أنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): " إن سليمان لما بنى بيت المقدس، سأل ربه عز وجل خلالاً ثلاثاً فأعطاه اثنتين، ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة. سأله حكماً يصادف حكمه، فأعطاه الله إياه، وسأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه الله إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون الله قد أعطانا إياها". وهذا الحديث الشريف – الذي رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وغيرهم– لا يدع مجالاً للشك بأن هذا المكان هو مسجد أقيم لعبادة الله وحده واسمه المسجد الأقصى، والمؤمنون بالله وبشريعة الوحدانية والديانة الخاتمة المحفوظة غير المحرفة أو المزورة هم الأحق به وبملكيته.

التدمير الأول للمعبد (المسجد الأقصى):
بعد وفاة سيدنا سليمان(عليه السلام)، وقع نزاع بين أبنائه على وراثة ملكه، وكان نتيجة هذا الصراع، انقسام المملكة إلى مملكتين، الأولى في الجنوب وتسمى (يهوذا) وعاصمتها (أورشليم) واستمرت من (931 ق.م – 586 ق.م). والأخرى في الشمال وتسمى (إسرائيل) وعاصمتها (نابلس) أو (شكيم) واستمرت من (931 ق.م – 724 ق.م).

في إطار الصراع الإقليمي بين الدول المتحاربة في المنطقة، تمكن ملك الآشوريين (سرجون الثاني) من الزحف إلى مملكة (إسرائيل) عام (722) ق.م، وتدميرها تدميراً كاملاً، وإبادة شعبها قتلاً وتشريداً.



أما مملكة (يهوذا)، فقد زحف إليها الملك الكلداني نبوخذ نصر من بلاد آشور (العراق)، وحاصرها وأعمل فيها خراباً وتدميراً، حيث نهبها ودمر المعبد سنة (587) ق.م، وسبى أكثر السكان إلى بابل، فيما فرَّ الآخرون إلى مصر وغيرها من الأقطار . وقد عرفت هذه المدة تاريخياً بـ (عصر السبي البابلي) . وفي السبي البابلي، مكث اليهود سبعين سنة، حيث تعلموا الآرامية، ومنها تطورت العبرية، وبالعبرية المقتبسة من الآرامية، وضع الكهنة اليهود في الأسر البابلي توراتهم، وهي بلا شك ليست لغة سيدنا موسى(عليه السلام) المصرية التي نزلت بها التوراة الأصلية.

ويشير بعض المؤرخين إلى أن هذا الغزو لديار بني إسرائيل وتشريدهم، وهدم معبدهم جزاءً وفاقاً لتخليهم عن هدي الرسالات وحقائق الدين، وتحولهم من دور الإصلاح المنوط بأتباع الرسل إلى دور الإفساد الذي أرسلت الرسل لتطهير الأرض منه، وجرت سنة الله التي لا تتبدل على أمة بني إسرائيل، إذ عوقبوا على الإفساد الذي أظهروه بواحاً، فيشير البعض إلى أن المعبد الذي بناه سليمان(عليه السلام) لعبادة الله تعالى، حوله بنو إسرائيل بعد وفاته إلى مكاناً للهو والدعارة والممارسات الآثمة.

العودة من السبي وإعادة بناء الهيكل:
بعد سقوط مملكتي إسرائيل ويهوذا، احتل ملك الفرس (قورش الإخميني) بلاد بابل، ومن ثم أصبح له السلطان على أرض (يهوذا). فأطلق الفرس على شعب يهوذا اسم (اليهود) وعلى ديانتهم (اليهودية)، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت كلمة (اليهود) تعني من اعتنق اليهودية ولو لم يكن من بني إسرائيل .
سمح قورش لليهود بالعودة إلى فلسطين عام (538) ق.م، فقاموا بإعادة تعمير المدينة المقدسة، وأعادوا بناء المعبد مرة أخرى على نفقة بيت الملك في عهد دارا (داريوس) سنة (515) ق.م .

التدمير الثاني للمعبد (المسجد الأقصى):
في سنة (332) ق.م، تمكن الاسكندر المقدوني من السيطرة على فلسطين، ليبتدأ عهد الإغريق في المنطقة (332 ق.م – 64 ق.م)، فتأرجح وضع اليهود بين مد وجزر، حتى كان عهد الملك السلوقي أنطيوخس الرابع (175 ق.م – 164 ق.م)، فدمر الهيكل، ونهب كل ما فيه، وأجبر اليهود على اعتناق الوثنية الإغريقية حتى اندلعت ثورة اليهود المكابيين .

إعادة بناء المعبد للمرة الثانية:
نتيجة لاستمرار الصراع بين اليهود المكابيين وأعدائهم، استغل الرومان الفرصة فقاموا باحتلال فلسطين سنة (63) ق.م، واستولوا على القدس بقيادة القائد الروماني (يامبيوس)، وتم تنصيب (هيرودس) الروماني ملكاً على فلسطين . حاول هيرودس تهدئة الأوضاع واسترضاء اليهود، فأعاد بناء المعبد (الهيكل) على نسق هيكل سليمان، وذلك بين العامين (20- 18) ق.م، وظل المعبد على هذا الحال حتى جاء نبي الله زكريا وابنه يحيى وعيسى بن مريم ابن خالة يحيى عليهم الصلاة والسلام .

المعبد في عهد يحيى وزكريا عليهما السلام
ورد في القرآن ما يدل على أن المعبد كان قائما في عهود هؤلاء الأنبياء، حيث كانت مريم عليها السلام قد وهبتها أمها لخدمة بيت المقدس، قال تعالى: (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم. فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا، قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين).

فالنذر كان لخدمة المعبد المقدس، ولكن جاء المولود أنثى هي مريم عليها السلام، وكفلها زكريا(عليه السلام) الذي كان رئيس الهيكل حينئذ، وفي محراب الهيكل دعا زكريا (عليه السلام) ربه بأن يرزقه الذرية الطيبة، فجاءته البشرى بيحيى(عليه السلام) وهو قائم يصلي في المحراب.



ثم إن زكريا(عليه السلام) قد نشره اليهود بالمنشار فقتلوه، كما قتلوا ولده يحيى(عليه السلام) عندما وشوا به إلى ملك ظالم في عصره .

وقتل هذين النبيين عليهما السلام اعتبر من الإفسادات الكبرى لليهود، وما دام هؤلاء القتلة ما انفكوا يقتلون الأنبياء والصالحين الذين كان المعبد مصلاهم ومكان تقربهم إلى الله، فأيهما أحق به، هم - أي اليهود-، أم المسلمون أتباع خاتم المرسلين ووارث مساجد ومعابد إخوانه الأنبياء عليهم السلام؟!!!

المعبد في عهد عيسى عليه السلام:
جاء عيسى(عليه السلام) وأحوال بني إسرائيل في غاية الفساد والإفساد، فعقائدهم قد طمست، وأخلاقهم قد رذلت، وسيطرت عليهم المادية الجشعة، حتى إنهم اتخذوا من المعبد سوقاً للصيارفة والمرابين، وملهى لسباق الحمام . فأخبرهم (عليه السلام) بأن العقوبة قادمة إليهم بسبب هذا الإفساد . وفي هذا فقد أورد (إنجيل متى: 23) موقف عيسى(عليه السلام) حيث قال [ يا أورشليم.. يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحها ولم تريدوا، هو ذا بينكم يترك لكم خراباً ].



ومما يدل على أن المسجد الأقصى كان قائما في عهد عيسى(عليه السلام)، ما ثبت في السنة الصحيحة من حديث الحارث الأشعري(رضي الله عنه)، أن الرسول(صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها، فقال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم. فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب، فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن.. أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً.. إلى نهاية الحديث".

وواجه عيسى(عليه السلام) إفساد كهنة الهيكل من اليهود، محذراً إياهم من مغبة جشعهم وظلمهم، حيث ورد في (إنجيل لوقا: 19/45-47): [ولما دخل الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه قائلاً لهم: مكتوب أن بيتي بيت الصلاة، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص]. ولما استيأس عيسى(عليه السلام) من استجابتهم لنصائحه، أخبرهم بأن هذه النعمة سوف تسلب منهم لأنهم لم يؤدوا شكرها.. سوف يهدم المعبد.. حيث ورد في (إنجيل متى /24/1،2): [ ثم خرج يسوع، ومضى من الهيكل، فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل، فقال لهم يسوع: ماذا تنظرون؟ الحق أقول لكم، إنه لا يترك ها هنا حجر على حجر لا ينقض ].



ثم كانت مؤامرة اليهود على سيدنا عيسى(عليه السلام)، وتحريضهم على قتله، إلى أن رفعه الله تعالى إليه.

المعبد والتدمير الآخر:
صدقت نبوءة سيدنا عيسى(عليه السلام) في هدم المعبد، وذلك عندما أقدم أحد ملوك الرومان وهو الإمبراطور (طيطس) عام (70 م)، على إحراق المدينة المقدسة، وتدمير المعبد الذي أقامه هيرودس، ولم يبق فيه حجر على حجر، ولكنه أبقى الحطام مكانه، ليأتي بعده طاغية آخر هو (أدريانوس) فأزال معالم المدينة وحطام الهيكل، وأقام مكانه معبداً وثنياً سماه (جوبيتار) على اسم (رب الآلهة) عند الرومان، وكان ذلك سنة (135 م).

تدمير الهيكل الروماني:
بقي الهيكل الروماني على الهيئة الوثنية، إلى أن تمكنت المسيحية من أرض فلسطين، فدمره المسيحيون في عهد الإمبراطور (قسطنطين).

انتهاء زمن الهيمنة اليهودية والنصرانية على أرض المسجد الأقصى:
ظل مكان الهيكل خالياً من بناء مقام فيه بقية عهد الرومان النصارى حتى حدث الإسراء بالنبي محمد(صلى الله عليه وسلم) في عهد الحاكم الروماني هرقل (610-641م)، وحتى الفتح الإسلامي للقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) سنة 636م، ولم يكن لليهود آنذاك وجود، بل إن (صفرونيوس) بطريك النصارى اشترط في عقد تسليم المدينة المقدسة أن لا يدخلها أحد من اليهود.



وهكذا أغلق التاريخ ملف بني إسرائيل من يهود ونصارى فيما يتعلق بحيازة تلك الأرض المباركة ووراثتها وسدنة معبدها، لتنتقل الأرض والمعبد فيما بعد إلى حيازة ووراثة وصبغة الأمة الإسلامية، وارثة الرسالات وحامية المقدسات، بعد أن أسرى بالنبي الخاتم محمد(صلى الله عليه وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، إيذاناً ببدء العهد الإسلامي للأرض المقدسة.

بمعنى آخر، وبناءً على ما سبق، فالحركة الصهيونية عندما عملت على إنشاء دولة (إسرائيل) في القرن العشرين على أرض فلسطين، كان قد مضى على وجود آخر الجماعات اليهودية المتمردة ثمانية عشر قرناً، كما كان قد مضى على نهاية مملكة سليمان تسعة وعشرون قرنا ً، فأي حق تاريخي بحاجة إلى النقاش بعد ذلك؟‍‍‍‍‍‍؟‍‍

الهيكل.. عقيدة صهيونية وممارسة عملية:
عندما قامت الدولة اليهودية، نشطت الحركة الصهيونية في ترويج مسألة الهيكل لليهود من خلال جعله شعاراً رسمياً للدولة اليهودية (نجمة داود)، وتأويل نصوص توراتية وتلمودية لكي تتواءم ومقتضيات هذه المسألة، وتجنيد الطاقات والإمكانات المادية والبشرية الهائلة، للبدء في مرحلة البحث عن الهيكل وأنقاضه، فأنشئت مراكز الأبحاث الخاصة بذلك، وأقيمت الدراسات المختلفة المتعلقة بمكان وشكل وتصاميم الهيكل . وعلى الصعيد العملي، فقد قامت العصابات الصهيونية وبدعم حكومي بعمل عشرات الحفريات تحت أسوار وساحات المسجد الأقصى، في الوقت الذي كانت فيه مجموعة هندسية أخرى تشيد هيكلاً جديداً في منطقة وادي عربة مشابهاً للهيكل القديم، وهي بانتظـار اللحظـة المناسبة لنقله وتثبيت أركانه على أنقاض المسجد الأقصى - حسب مصادر صحفية .

وعلى الصعيد العملي أيضاً، فقد نشطت عشرات المنظمات المتطرفة والتي تحمل أسماء ذات علاقة بالهيكل المزعوم، في التآمر على المسجد الأقصى وترويع المصلين المسلمين فيه، وكثير هي الحالات التي تم فيها ارتكاب الاعتداء تلو الآخر، والمجزرة تلو الأخرى على ساحات المسجد وداخل أسواره، ومن أشهر هذه المنظمات:
جماعة (غوش إيمونيم): ومعناها كتلة الإيمان وتطلق على نفسها حركة التجديد الصهيوني، ومؤسسها موشي ليفنغر.

منظمة (يشيفات أتريت كوهانين): أي (التاج الكهنوتي)، ومؤسسها الحاخام إبراهام يتسحاق كول.

حركة الاستيلاء على الأقصى.

منظمة (سيودس شيسون): وتظهر بشكل جمعية خيرية تدعمها وزارتي المعارف والدفاع الصهيونيتين.

مجموعة (أل هار هاشم): ومعناها (إلى جبل الله).

جماعة (أمناء الهيكل).

مؤسسة (الهيكل المقدس).

حركة (إعادة التاج لما كان عليه).

مجموعة (حشمونائيم).

حركة (أمنا): أي الأمانة أو الميثاق.

حركة (كاخ).

جمعية صندوق جبل الهيكل.

حركة "الموالون لساحة المعبد".

إضافة إلى العشرات من الحركات والمنظمات السرية والعلنية الأخرى..

يتبـــــــــع ............


أ.د: سليمان بن قاسم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mawa-almottakin.ahlamontada.com
 
صفحات مزرية من تاريخ اليهود ..؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طيالسة اليهود في البصرة!
» قبائح اليهود ومخازيهم عبر التاريخ??
» تاريخ مكة المكرمة
» تاريخ الصيدلة
» تاريخ كسوة الكعبة المشرفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مأوى المتقين  :: ونعم دار المتقين :: منتدى المساجد :: المسجد الأقصى الشريف-
انتقل الى: