السيول تضرب مصر وغزة بعنف

عدد الضحايا في ارتفاع متزايد وانقطاع الكهرباء عن أسوان

مبارك يتفقد آثار الدمار في الصعيد ونظيف يصل إلى شمال سيناء لمتابعة الكارثة
اشتباكات بين المواطنين والشرطة بسبب قلة وتأخر المساعدات في مصر
الوضع في غزة يزداد سوءًا والسيول تزداد عنفًا وتدمر المحاصيل الزراعية
حماس تتبادل الاتهامات مع إسرائيل ومساعدات عاجلة للأسر المتضررة

متابعة : أحمد سعيد سليمان ..
ارتفعت حصيلة ضحايا السيول التي اجتاحت محافظات البحر الأحمر وسيناء
وأسوان في مصر خلال الايام الثلاثة الأخيرة الى عشرة قتلى كما شردت
الأمطار الغزيرة المئات بعد انهيار منازلهم، وكانت محافظات شمال سيناء
وجنوب سيناء واسوان الأكثر تضررا من هذه السيول. ونقلت وكالة أنباء الشرق
الاوسط عن محافظ اسوان مصطفى السيد، الذي رافق الرئيس حسني مبارك امس في
جولة على القرى المتضررة من السيول، ان 320 منزلا انهارت بشكل كامل بينما
تهدم جزئيا 400 منزل. وقالت مصادر امنية انه تم انشاء معسكرات اغاثة في
مراكز الشباب والمدارس لايواء المشردين الذين يقدرون بقرابة ثلاثة آلاف
شخص. وصرح وزير الكهرباء المصري حسن يونس، بحسب الوكالة المصرية، ان
العواصف الشديدة ادت الى تلفيات في شبكة الكهرباء خصوصا في محافظة اسوان.
واكد ان 80 برجا كهربائيا تضررت ولكنه اشار الى ان وزارته بدأت فى اصلاح
الأعطال واعادة التيار الكهربائي في بعض المناطق التي انقطع فيها. وفي
محافظتي شمال وجنوب سيناء لقى ثلاثة أشخاص مصرعهم امس نتيجة السيول من
بينهم شرطي كان في مهمة حراسة عند احدى النقاط الحدودية بين مصر واسرائيل.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا السيول منذ ان بدأت ليل الاحد/وصباح الاثنين الى
عشرة اشخاص اذ لقي سبعة أشخاص مصرعهم ليل الاحد/ ونهار الاثنين. وقال
السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء محمد الكيكي للصحفيين انه لا يوجد حتى
الان حصر نهائي للأضرار الناجمة عن السيول ولكن المعلومات المتوافرة تشير
الى ان المياه غمرت 68 منزلا وتسببت في انهيار ثلاثة منازل و25 كوخا من
الخشب اضافة الى اضرار في خطوط الضغط العالي الكهربائية. وأوضح الكيكي انه
تم نقل 500 مواطن ممن غمرت المياه منازلهم الى معسكر ايواء في احدى مدارس
مدينة العريش. وأفادت مصادر أمنية ان المنطقة الشرقية في العريش باتت
معزولة عن غرب المدينة وهي منطقة سهلية غمرت السيول كل الطرق المؤدية
اليها. وأوضحت المصادر نفسها ان حوالي الف شخص يقطنون في قرية ابو صيرة
بجنوب سيناء محاصرون بعد ان غمرت المياه التي بلغ ارتفاعها اكثر من مترين
نصف منازلهم واضطروا الى اللجوء الى الاسطح. واكدت المصادر ان فرق الانقاذ
استخدمت القوارب المطاطية لانقاذهم.

نظيف و4 وزراء يتفقدون سيول العريش بهليكوبتر
من جهة أخرى قام امس د.أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري
بزيارة إلى محافظة شمال سيناء لتفقد آثار السيول العارمة التي أصابت
المحافظة الأيام الماضية، حيث وصل نظيف جوا من القاهرة إلى مطار العريش
برفقة الوزراء أمين أباظة ود.حاتم الجبلي وفايزة أبو النجا ود.طارق كامل،
وكان في استقبالهم بمطار العريش اللواء مراد محمد موافي محافظ شمال سيناء
والنواب عيسى الخرافين وفايز أبو حرب ونشأت القصاص أعضاء مجلس الشعب.
وتفقد رئيس الوزراء آثار السيول بمدينة العريش، بعد أن عقد اجتماعا مغلقا
مع المحافظ فى مكتبه بدون حضور النواب. ومن المنتظر أن يستكمل رئيس
الوزراء اليوم، جولته لتفقد السيول من خلال طائرة هليكوبتر أعدت له في
مطار العريش الجوى برفقة الوزراء والمحافظ، كما وصلت قافلتان طبيتان مع
وزير الصحة تم إرسالهما لغرب وشرق العريش مدعمة بالأدوية. ومن المنتظر وفق
بعض المصادر أن يتم توفير زورق لرئيس الوزراء لعبور السيل للجهة الاخرى.

أعمال عنف واشتباكات بسبب السيول
وذكرت مصادر أمنية ان ضابط شرطة واثنين من الجنود أصيبوا امس
في اشتباك مع محتجين بمنطقة رأس سدر في محافظة جنوب سيناء. وقال المصدر ان
المئات من سكان المنطقة كانوا يحتجون على قلة مواد الاغاثة الحكومية بعد
السيول المدمرة التي شهدتها المنطقة قبل يومين. وأضاف أن المحتجين رشقوا
قوات الشرطة بالحجارة وان الشرطة ضربتهم بالعصي. وتابع أن المحتجين كانوا
قد أشعلوا النار في شاحنة واطارات سيارات على الطريق السريع المؤدي الى
منتجع شرم الشيخ الذي يطل على البحر الاحمر وأن الشرطة حاولت انهاء
احتجاجهم. وادت السيول الى اغلاق الطرق الرئيسية في منتجع شرم الشيخ والى
انهيار جزء من سقف مطار المدينة، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. وانقطعت
الكهرباء في اجزاء من سيناء من بينها طابا ونويبع وشرم الشيخ ما اضطر
السائحين في هذه المنتجعات الى تمضية الليل على اضواء الشموع. وتعد هذه
اعنف سيول تشهدها سيناء منذ عام 1994.

في غزة الوضع من سيئ إلى أسوأ
أما في غزة فقد أعلنت مصادر في مدينة غزة جرح تسعة أشخاص ونفوق
مئات من رؤوس الماشية وغمر عشرات المنازل في القطاع وتضرر أراضٍ زراعية،
نتيجة السيول الجارفة التي اجتاحت منطقتي وادي غزة والمغراقة جنوب
المدينة. وقال شهود ومصادر طبية محلية إن مياه السيول جرفت التسعة الذين
اختلفت درجات إصاباتهم بعدما غمرت السيول مجرى وادي غزة، وتم نقلهم إلى
مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. وحملت
الحكومة المُقالة التي تديرها حركة «حماس» سلطات الاحتلال الإسرائيلي
مسؤولية السيول التي قالت إن فتح الدولة العبرية سد مقام على وادي غزة أدى
إلى تفاقمها وإغراق أجزاء من وسط القطاع على جانبي الوادي. واندفعت المياه
بسرعة فائقة في مجرى الوادي، البالغ طوله في القطاع نحو سبعة كيلومترات،
ما أدى إلى رفع منسوب المياه الى أكثر من مترين، وإغراق قريتي جحر الديك
والمغراقة. وغمرت المياه نحو 70 منزلاً، معظمها منازل بدائية وبيوت من
الشعر يقيم فيها البدو مع ماشيتهم، تنتشر في مجرى الوادي وعلى ضفتيه.
ويبلغ طول الوادي نحو 80 كيلومتراً ويبدأ من وسط جبال الخليل جنوب الضفة
الغربية، ثم يتجه جنوباً الى مدينة بئر السبع عاصمة صحراء النقب، قبل أن
يغير اتجاهه إلى قطاع غزة غرباً ليصب في البحر المتوسط. وتوقف جريان
المياه في الوادي الجاف منذ نحو 20 عاماً، بعدما أقامت اسرائيل سداً عليه
على حدود القطاع، فضلاً عن مصدات أخرى تعمل على حقن مياه الأمطار في
الخزان الجوفي في صحراء النقب ومنعها من الوصول إلى القطاع. ووصف الأمين
العام للحكومة المقالة الدكتور محمد عوض ما حدث بأنه «جريمة جديدة ترتكبها
قوات الاحتلال في حق المواطنين في غزة». وأكد في بيان أن الحكومة ستقدم
مساعدة عاجلة للأسر المتضررة في المناطق المتضررة، وأنها «باشرت في حصر
الأضرار وستقدم تعويضات للمواطنين عن الخسائر التي تكبدوها من السيول»،
كما «فتحت مدرسة كفر ياسيف لأكثر من 100 أسرة مشردة"

» الأعاصير تضرب الفلبين مجددا