مصر: البرادعي يبدأ جولته
الشعبية بالمحافظات.. ونور يزور مسقط رأس مبارك أمين شباب الحزب الحاكم اعتبر ما يحدث
دليلا على إصلاحات الرئيس | محمد البرادعي في مسجد في مدينة المنصورة خلال زيارة له
إلى المدينة أمس (رويترز) |
|
القاهرة: محمد
فتحي يونس
في مؤتمر جماهيري بمدينة منية سمنود، في الدلتا المصرية،
مسقط رأسه، أعلن الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية
للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة بمصر المقرر لها العام
القادم، رفضه الانضمام إلى أي من أحزاب المعارضة المصرية، التي يشترط دستور
البلاد الانضمام إلى إحدى هيئاتها العليا للترشح في أي انتخابات رئاسية،
وبهذا لن يكون أمام البرادعي خيار قوي لقبول أوراقه في اللجنة العليا
للانتخابات، إلا بالحصول على 250 توقيعا من الأعضاء المنتخبين في المجالس
النيابية.وبدا أن البرادعي لن يلجأ إلى أي من الخيارات الدستورية القائمة التي يمكن
أن تضمن له الترشح للرئاسة. ووصف أمام حشد جماهيري النظام الحاكم في البلاد
ومؤسساته، بما فيها الأحزاب، بأنه غير شرعي، والانضمام إلى أي من مؤسساته
معناه إضفاء الشرعية على هذا النظام.
وعقب انتهاء عمله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعودته لمصر، أسس
البرادعي وناشطون آخرون، ما سماه «الجمعية الوطنية للتغيير»، داعيا لالتفاف
المصريين حولها من أجل تعديل الدستور وإجراء إصلاحات في مصر. وقال في
مؤتمر أمس: «نحن في انتظار أن يصل عدد الموقعين على بيان الجمعية الوطنية
للتغيير إلى الملايين حتى نتحرك سلميا بشكل مختلف». ولفت البرادعي إلى أن
جمعيته هدفها تمكين الشعب المصري من قراره، مشيرا إلى أنه لم يستطع أن يعمل
بمفرده للتغيير، بل ينتظر مساندة شعبية.
واستهل الدكتور البرادعي جولاته أمس في محافظات بمصر بزيارة إلى مدينة
المنصورة بالدلتا (شمال)، حيث أدى صلاة الجمعة هناك، والتف حوله ما يقرب من
2000 من أنصاره في شارع الجمهورية بالمدينة، وهتفوا له بعبارات تنادي
بالإصلاح، منها: «لو ترزي الدستور إبليس.. مش هنأيد التوريث»، و«التغيير
التغيير».. والتف حول البرادعي في تحركاته أمس عدد من رموز المعارضة منهم:
الإعلامي حمدي قنديل، ومحمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين،
والدكتور حسن نافعة والدكتور محمد أبو الغار عضوا الجبهة الوطنية للتغيير.
خلال جولته هناك، دخل البرادعي إلى أحد المنازل وسلم على الأهالي، ثم زار
مركز الكلى العالمي الشهير بالمدينة، قبل أن يتوجه إلى بلدته «منية سمنود»
على بعد ما يقرب من 10 كيلومترات من مدينة المنصورة.
وقال الدكتور عمار علي حسن الباحث السياسي وعضو الجبهة الوطنية للتغيير
المؤيدة للبرادعي رئيسا: «ما حدث في المنصورة مؤشر إيجابي على أن كرة الثلج
ستكبر. كان الخروج الجماهيري الأول للبرادعي في منطقة الحسين بالقاهرة بلا
تنظيم أو إعلان، وجاءت جولة المنصورة بإعلان وقدر ضعيف من التنظيم،
والمرات القادمة ستشهد تنظيما وإعلانا».
وبحسب عمار، فإن لقاء المنصورة شهد ترحيبا شعبيا كبيرا بالبرادعي، ترجم في
عدد من المؤيدين يزيد عن ألفي شخص بعضهم جاء من ريف المنصورة، ومن محافظات
أخرى، إضافة إلى لافتات كثيرة ترحب به، بعضها علقتها الأحزاب مثل حزب
التجمع الذي كان ممثلون عنه في استقبال البرادعي».
وشدد عمار على أن الأمن تعامل مع المتظاهرين والمرحبين بالبرادعي بسلاسة،
مرجعا ذلك لوجود عدد كبير من مراسلي الصحف والفضائيات العربية والعالمية،
لافتا إلى «أنه كان من المقرر أن يصلي في مسجد بعينه تم تغييره إلى مسجد
صغير من دون أن يعلم الناس، كما تكلم خطباء المساجد حول ضرورة طاعة ولي
الأمر، وكرروا دعاءهم للرئيس (مبارك)».
ووصف جورج إسحاق القيادي بحركة كفاية الاستقبال الجماهيري للبرادعي في
المنصورة بالهائل، «وأكثر من ممتاز»، معتبرا أنه «خطوة جيدة في طريق
البرادعي نحو الإصلاح السياسي المنتظر».
وقال إسحاق إن البرادعي توجه عقب الجولة الجماهيرية في المنصورة إلى بلدته
«منية سمنود» التابعة لمحافظة الغربية بدلتا مصر.
في الوقت نفسه، زار المنافس السابق للرئيس المصري حسني مبارك في انتخابات
2005 أيمن نور، مسقط رأس مبارك في «كفر مصيلحة» بمحافظة المنوفية بدلتا
مصر، ضمن جولة سماها «طرق الأبواب» استعدادا لترشيحه رئيسا، رغم العوائق
القانونية الكثيرة التي تحول بينه وبين الترشح. وخلال الزيارة شهد نور
الاحتفال بيوم اليتيم العالمي، باستاد شبين الكوم الرياضي، كما زار مدرسة
«المساعي المشكورة» التي تلقى فيها الرئيس مبارك تعليمه الثانوي، وأعلن
منها (مبارك) تعديله الدستوري عام 2005 بالسماح بالانتخاب المباشر لمنصب
رئيس الجمهورية من بين أكثر من مرشح.
واعتبر محمد هيبة أمين الشباب في الحزب الحاكم في مصر جولات البرادعي ونور
دليلا على إصلاحات الرئيس مبارك، لأن تلك الزيارات والمنافسة على منصب
الرئيس كانت من المستحيلات في عهود سابقة.
وحول فرص كل منهما في المنافسة على منصب الرئاسة، قال هيبة: «هناك فرق كبير
بين مكانة البرادعي ومكانة نور، فالأول صاحب مكانة عالمية مرموقة، وفي
حالة نزول أي منهما في مواجهة الرئيس مبارك فالاختيار أولا وأخيرا للشعب في
انتخابات نزيهة وحرة».
السبت أبريل 03, 2010 12:20 am
