فوائد -- فوائد -- فوائد..؟؟

( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها )
ماذا تقول لامرأة جلست طوال شهر كامل تصنع ملبسا من الصوف بالمغزل حتى ما ان قرب الغزل من الانتهاء نقضت ما صنعته.
هذا المثل يمثل حال بعضنا فبمجرد إنتهاء شهر رمضان سرعان ما يعود إلى المعاصي والذنوب فهو طوال الشهر في صلاة وصيام وقيام وخشوع وبكاء ودعاء وتضرع وهو بهذا قد أحسن غزل عباداته... لدرجة أن أحدنا يتمنى ان يقبضه الله على تلك الحالة التي هو فيها من كثرة ما يجد من لذة العبادة والطاعة ولكنه ينقض كل هذا الغزل بعد مغرب أخر يوم في رمضان ...

إذا ما المرء أخطأه ثلاث .... فبعه ولو بكف من رماد.
سلامة صدره والصدق منه .... وكتمان السرائر في الفؤاد

ميع لذات الدنيا سبع
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونسترضيه ونستهديه ونتوسل إليه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وصلاة وسلاما على خير من طلعت عليه شمس وما غربت وخير من خطا على الارض خطاه
قال الإمام بن الجوزى ـ رحمه الله ـ :
إخوانى احذروا الدنيا فإنها أسحر من هاروت وماروت ذانك يفرقان بين المرء وزوجه وهذه تفرق بين العبد وربه وكيف لا وهى التى سحرت سحرة بابل ؟ إن أقبلت شغلت وإن أدبرت قتلت .
إن جميع لذات الدنيا سبع :ـ
مأكل ومشرب ومنكح وملبس ومشموم ومسموع ومبصر وهى بجملتها خسيسة .........كما روى عن على رضى الله تعالى عنه قال لعمار بن ياسر رضى الله تعالى عنه وقد رآه يتنفس كالحزين : " يا عمار ! إن كان تنفسك على الآخرة ؛ فقد ربحت تجارتك وإن كان على الدنيا فقد خسرت صفقتك ".
فإنى وجدت لذتها :المأكولات والمشروبات والمنكوحات والمشمومات والمسموعات والمبصرات .....
فأما المأكولات :
فأفضلها العسل ، وهو صنعة ذباب !
والمشروبات :
أفضلها الماء ، وهو أهون موجود وأعز مفقود .
وأما المنكوحات :
فمَبَال فى مَبَال ... وحسبك أن المرأة تزين أحسن شيءمنها ويراد أقبح شيء منها !
وأما الملوبسات :
فأفضلها الديباج وهو نسج دودة ...
والمشمومات :
فأفضلها المسك وهو دم فأرة .... وليس المقصود بالفأر الفأر الذى نعرفه بل شيء يخرج من الغزال حال حياته ويشبه الفأرولفورانه ...
والمسموعات :
فريح هابة فى الهواء ...
والمبصرات :
فخيالات صائرة إلى الفناء .
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
اللهم لاتجعلها فى قلوبنا واجعلها يا ربنا تحت أقدامنا وبين أيدينا
اللهم اجعلها شغل الشاغلين من أعداء الدين واشغلنا يا ربنا بالآخرة
دعوناك ربنا فاستجب اللهم إنا لانحمل هم الإجابة ولكن نحمل هم الدعاء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلاما غلى المرسلين والحمد لله رب العالمين

لاتحسبَ المجد تمرًا أنت آكله

لاتبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

قال ابن الجوزي:"من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده، و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب".

مَنْ كانَ مِنْ أهلِ الحَديثِ فإنهُ ... ذو نـَضرةٍ في وَجههِ نورٌ سَطَعْ
إنَّ النبيَّ دَعا بنضرةِ وَجهِ مََنْ ... أدَّى الحَديثَ كَما تحَمَّلَ واستَمَعْ

قول مأثور:(اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باقي, ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الحقد والشح فيها باقي).

من كتاب الداء والدواء للإمام بن القيم