قصة الإسلام - صحيفة الراية القطرية
حمّل فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين القمة العربية المنعقدة في مدينة سرت الليبية مسئولية المسجد الأقصى الذي يتعرّض للاعتداءات الصهيونية، داعيًا القادة العرب إلى الإعلان عن دعم المقاومة كخيار استراتيجي لاستعادة فلسطين في ظل التعنت الصهيوني ورفض المفاوضات المباشرة وغير المباشرة.
وقال القرضاوي خلال خطبة الجمعة 26 مارس 2010م في مسجد عمر بن الخطاب: لي كلمة إلى القمة العربية المنعقدة في ليبيا، أخاطب خلالها قادة العرب وحكامهم وزعماءهم، فالأمة تحمّلهم أمام الله عز وجل وأمام شعوبهم وأمام التاريخ المسئولية الكاملة عن المسجد الأقصى المبارك، الذي يتعرّض للتهويد ومخاطر الهدم وجميع البلايا والشرور على يد الاحتلال الصهيوني الغاشم.
وأضاف: لا ندري في هذه اللحظات ماذا يحدث لأولى القبلتين وثالث الحرمين الأقصى المبارك، فالمخاطر محدقة، والاعتداءات متصاعدة، وقد نستيقظ يومًا لنراه وقد انهار وأصبح أثرًا بعد عين، وحل محله هيكل اليهود المزعوم، وهو يتعرض للهدم الآن، فلا ندري ماذا يفعلون فوقه وماذا يفعلون تحته من شبكات الأنفاق العميقة.
وتابع: كل ذلك والأمة غافلة ولاهية، فالأقصى يتعرّض للأخطار ويوجد الآن نحو 60 كنيسًا بني حوله، وآخرها كنيس الخراب، نسأل الله أن يجعله خرابًا عليهم، وأن يخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، كما فعل في يهود بني النضير، في عصر النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الكنيس علامة عندهم على زوال المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم الذي يبحثون عن أي أثر له من عام 1967م، ولم يجدوا شيئًا حتى الآن. كما نراهم ينتهكون حرمة الأقصى ويمنعون المصلين من دخوله، ويسمحون فقط لكبار السن فوق 50 عامًا، وبأي حق يمنعون الناس من الصلاة في مسجدهم ودخول مدينتهم.
وشدّد القرضاوي على أن الحقوق لا يمكن استعادتها إلا بالقوة، خاصة إذا كان الطرف الآخر معروفًا بالخبث والدهاء، وقال: يا قوم اقرءوا التاريخ والواقع، وانظروا هل يمكن أن تأتي الحرية والعزة والكرامة إلا بالقوة، فلا يمكن أن تأتي الحرية من اليهود وهم أبخل الناس وأحرصهم على حياة، وهم الذين قال الله عز وجل فيهم "أم لهم نصيب من الملك فإذن لا يأتون الناس نقيرًا"، فكيف لهؤلاء البخلاء الخبثاء أن يقدّموا لنا دولة كاملة دون ثمن بالمجان، من عند أنفسهم دون مجاهدة من أحد.
وأضاف: إذا لم تجاهد الأمة ولم تقاوم ولم تؤد ما عليها، فلن تأخذ شيئًا، إذا لم تجاهد الأمة فلن تستعيد أرضها ومقدساتها، وتشعر بعزتها وكرامتها، وقديمًا قالوا: إن ما أخذ بالقوة لا يستردّ إلا بالقوة، وقد اغتصب اليهود فلسطين بالقوة والإرهاب والمجازر الوحشية وترويع الأبرياء، ولن تعود إلا بالقوّة والإيمان واليقين في الله عز وجل.
ودعا الزعماء العرب إلى الإعلان عن تأييد المقاومة كخيار استراتيجي لحل القضية، خاصة في ظل التعنت الصهيوني ورفض التفاوض المباشر وغير المباشر، والاستمرار في بناء المغتصبات، وقال: نريد من قادة الأمة أن يكونوا في صف المقاومة، وأن يعلنوها بصراحة أن فلسطين لن تعود إلا بالمقاومة، لكن -للأسف- بعضهم يتآمر على المقاومة، ويريد أن يستمرّ في التفاوض العبثي الذي لن يجدي.
كما دعا الشعوب المسلمة إلى دعم المقاومة الفلسطينية ومقاطعة البضائع الأمريكية والداعمة للاحتلال الصهيوني، وقال: كما ندعو المسلمين للوقوف مع أهلنا في فلسطين والوقوف ضد اليهود المغتصبين الذين يريدون اغتصاب أرضنا من النيل إلى الفرات، وعليهم على أقل تقدير تفعيل مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية وكل من يعاون الاحتلال، خاصة أن لهذه المقاطعة مفعولاً مؤثرًا جدًّا على الشعوب الغربية التي تهتم بمصالحها الاقتصادية قبل كل شيء.