علماء الآثار يكتشفون تعرض اليونانيين القدماء لفترات تقشف
أثينا - د. ب. أ:
إذا كنت تعتقد أن اليونانيين هذه الأيام هم الوحيدون المتهمون بالتبذير
و اقتراض ديون متزايدة، فلك أن تنظر في تاريخهم لتعرف أن للمشكلة جذورا
قديمة، حين أظهرت نتائج أبحاث أجريت أخيرا ونشرت أمس الأول أن الاغريق
القدماء مروا أيضا بفترة تقشف وتخفيض للإنفاق الباذخ تشبه ما تمر به
اليونان الآن. وكشفت عمليات التنقيب التى قام بها أثريون يونانيون في
مستعمرة بيدنا القديمة شمال شرقي اليونان فيما كان يعتقد أنه أهم مركز
تجاري في المملكة المقدونية، عن مجموعة من المقابر متفاوتة في درجات
الثراء. وأصدر ممثلو الملك المقدوني "كاساندر" الذى حكم في أواخر القرن
الرابع قبل الميلاد مرسوما يمنع بناء مقابر فخمة أو نصب جنائزية ويوصي
بالحد من البذخ في الطقوس الجنائزية.وقال مانثوس بيسوس رئيس حملة (بيدنا)
التنقيبية: "إن العديد من مقابر القرن الرابع قبل الميلاد التى اكتشفوها
بدت خلابة ومبنية بزخرفة مقارنة بمقابر القرن الثالث قبل الميلاد والتي
كانت أصغر حجما وأقل تكلفة.
وأضاف أن مجموعة المقابر التي اكتشفت كانت لرجال ونساء وأطفال من
الطبقة الميسورة. ووجد علماء الآثار أن مقابر القرن الرابع تحتوي على
أشياء مصنوعة من مواد ثمينة مثل المجوهرات الذهبية والزهريات المتقنة
والأسرة المبطنة بالعاج أما مقابر القرن الثالث قبل الميلاد فاتسمت بأنها
أصغر وأقل اتقانا.
وكانت مقدونيا مملكة صغيرة ثم أصبحت مملكة تسيطر على العالم اليوناني
بأسره تحت حكم الملك فيليب الثانى. وبعد غزوات الإسكندر الأكبر أصبحت
مقدونيا لفترة قصيرة أقوى دولة في العالم حيث كانت تسيطر على منطقة تشمل
الإمبراطورية الفارسية السابقة.