نص بيان علماء السعودية حول "منتدى خديجة"
حذر بيان أصدره عدد من العلماء والمحامين والأكاديميين ورجال الأعمال بالمملكة العربية السعودية، من أهداف منتدى "خديجة بنت خويلد" الذي انعقد مؤخراً في جدة بعنوان "واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية".
واستنكر العلماء إقامة هذا المنتدى في المملكة وناشدوا ولاة الأمر التدخل لإخماد هذه الفتنة والدفاع عن حياض الدين والفضيلة.
وفيما يلي نص البيان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين..وبعد:
فإن المتابع لمجريات الأحداث على الساحة المحلية ليهوله حجم النشاط التغريبي المحموم الذي يستهدف تدمير الهوية الإسلامية لبلاد الحرمين، المملكة العربية السعودية، عن طريق زعزعة الثوابت والمسلمات الشرعية، وتشويه صورة مؤسسات الإفتاء والقضاء والاحتساب داخلياً وخارجياً، والسعي الحثيث لتغريب المرأة ومسخ هويتها وتشويه فطرتها وجعلها معول هدم وتخريبٍ لهذه البلاد المباركة، عن طريق تطبيع الفساد والتبرج والاختلاط بين الجنسين والزج بالمرأة فيما لا يتوافق مع طبيعتها، وإغرائها بالتمرد على شريعة ربها، في انقلاب صريحٍ على الأحكام الشرعية وأنظمة الدولة وفتاوى أهل العلم المعتبرين، وقد توسل المتورطون في هذا المخطط الإجرامي لتحقيق غاياتهم الخبيثة ؛بوسائل إعلاميةٍ وأقلامٍ صحفيةٍ مأجورةٍ ومنتديات ومؤتمرات مشبوهة وتلبيسات لبعض الجهلة من المنتسبين إلى العلم الشرعي. وكانت آخر حلقة من حلقات هذا المشروع التخريبي، ما سمي "بمنتدى واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية" والذي نظمه المركز المنسوب زورا وبهتاناً لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، والمنبثق عن الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جده بوابة الحرمين الشريفين. وفي أجواءٍ خيم عليها السفور والتبرج والاختلاط؛ كان من أبرز توصيات هذا المنتدى المشبوه:
الزج بالمرأة في اللجان القضائية وهيئات الإفتاء والمجالس البلدية ومجالس المناطق والهيئات المهنية المختلفة،والمطالبة بتمكين المرأة من تولي عددٍ من الحقائب الوزارية، وإنشاء قناة فضائية تحمل اسم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، متخصصة في تناول قضايا المرأة (من وجهة النظر التغريبية طبعا)، إلى غير ذلك من التخبطات والهذيان، الذي يصور النساء في بلادنا وكأنهن أقلية عرقية أو دينية مضطهدة مقهورة من قبل الرجال، ليأتي هذا المنتدى ليرسم لهن سبيل الخلاص.
وقد شارك في حضور هذا المنتدى عدد من الوزراء والأعيان، مما يعكس مدى النفوذ الذي وصلت إليه هذه الأقلية التغريبية، والتي استطاعت أن تنتزع وبسرعة مذهلة، موافقة فورية من وزير الثقافة والإعلام وخلال عشر دقائق على حد قول رئيسة المنتدى على إنشاء قناة فضائية!! بل وتنجح في انتزاع تصريح منه يثير الدهشة والاستغراب ويتجاوز صلاحياته كوزير: بأن بإمكان المرأة في بلادنا أن تصبح وزيرة للثقافة والإعلام وليس مجرد نائبة للوزير!!، بل وتباهي بعض القائمات على هذا المنتدى المشبوه: بأن عدداً من توصيات المنتدى السابق قد تم تنفيذها بالفعل وتحولت إلى واقع عملي!!.
وانطلاقاً مما سبق، ونظرا لفداحة الخطب، وخطورة الأمر، وانطلاقاً مما أوجبه الله تعالى على أهل العلم من بيان الحق وعدم كتمانه، فإن الموقعين على هذا البيان يودون توضيح الآتي:
أولاً: أن هذا المنتدى المشبوه يعد نقلة خطيرة في مسيرة المشروع التغريبي في البلاد السعودية، بل هو انقلاب حقيقي على القيم والأخلاق، وعلى سيادة الدولة وأنظمتها وهيبتها، وهو يذكرنا بصنيع: هدى شعراوي وصفية زغلول في أرض الكنانة قبل ثلاثةٍ وتسعين عاماً، فاللهم رحماك.
ثانياً: أظهر القائمون على هذا المنتدى أن المرأة المسلمة في هذه البلاد، لا يمكن أن تتبوأ المنزلة اللائقة بها؛ إلا إذا انقلبت على فطرتها مزاحمةً للرجال فيما لا يتناسب مع طبيعتها، ولا يتلاءم مع قدراتها ومقوماتها، محاكية في ذلك نساء الغرب ممن يعشن تعاسةً لا يماثلها تعاسةً، وذلك بشهادة المنصفين من الغربيين رجالاً ونساء، مع أننا نؤكد على ضرورة إنصاف المرأة بالصورة التي تتوافق مع فطرتها ويحفظ لها دينها وعفافها وحشمتها، وليس كما يريد التغريبيون من المطالبة بحقوقها المزعومة ظاهرا، وتعريضها للفتنة والانحراف باطناً؛ حتى تكون سلعة رخيصة بأيدي أصحاب الشهوات.
ثالثاً: أن هذا المنتدى قد مارس الاقصائية بأبشع صورها، عن طريق تهميش من يمثلن السواد الأعظم من المثقفات وسيدات الأعمال ممن لا يتبنين المشروع التغريبي، إما بعدم دعوتهن أو بتنفيرهن من الحضور بسبب أجواء الاختلاط والسفور التي خيمت على المنتدى، مما يجعل هذا المنتدى بعيداً كل البعد عن مصلحة المرأة السعودية.
رابعاً: أن تغيير الواقع المعاش عن طريق توصيات هذه المنتديات والمؤتمرات المشبوهة، والتي لم يعد خافياً استقواؤها بجهات خارجية؛ سيفتح الباب على مصراعيه أمام كافة التيارات والجماعات العرقية والقبلية والمذهبية - والتي تدعي التهميش والإقصاء - على سلوك نفس السبيل واقتفاء ذات الأثر.. مما سيقوض الأمن والاستقرار ويدخل المجتمع في دوامة من التطاحن والتناحر.
خامساً: وتأسيساً على ما سبق، فإننا نناشد ولاة الأمر- وفقهم الله لمرضاته - بأن يتقوا الله تعالى، وأن يخمدوا هذه الفتنة العمياء، وأن يذودوا عن حياض الدين والفضيلة، وليعلموا تمام العلم أن سلطانهم وعزهم منوط بنصرهم وإعزازهم لدين الله، مصداقاً لقول الله تعالى :"ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور". وإلا فإنه لا مناص من إتاحة المجال لنقد وكشف توجهات التغريبيين،وكشف أستار الحماية المسدلة عليهم،،وفتح المجال لعلماء والإسلام ودعاته ليعبروا عن رغبة الأغلبية الساحقة من المواطنين الذين لا يرتضون هذا الحال الرديء ولا يخفون تخوفهم من مآلاته الخطيرة التي بدأت في بلدان عربية قريبة بنحو ما بدأت به هنا ثم آل الأمر إلى فساد عظيم وبلاء كبير،نشأ عليه الصغير وهرم عليه الكبير،حتى صار مجرد التحفظ عليه مسبة كبيرة ،ومنكرا عظيما،وتخلفا ورجعية.
سادساً: مراجعة الاتفاقيات الدولية التي تتضمن انتهاك سيادة البلاد تشريعيا وأخلاقيا وسياسيا، وتستهدف إلحاق المجتمع المسلم بغيره من المجتمعات التي سيطر عليها الفكر المادي، والمطالبة بإخضاع تلك الاتفاقيات - وما شابهها مما لم يعلن - للشريعة الإسلامية، تحقيقا للسيادة الوطنية التي انتهكت، فضلا عن الأحكام الشرعية التي يراد إخضاعها لأهواء التوجهات المادية، وخروجاً من دائرة الانسياق الواجف التي يسوغ بها أهل الخور والضعف والتبعية مواقفهم تحت حجة أننا جزء من العالم لا يمكننا الخروج عنه، أو أن تلك الاتفاقيات أممية لابد من قبولها، وإن عارضت شرع الله، ونحو ذلك من الحجج الواهية التي هي أشبه بالاستسلام الخانع والقبول الراضخ والتسليم المطلق بانتهاك السيادة وسلب الإرادة.
سابعاً: أننا نناشد العلماء والدعاة وطلبة العلم وخطباء المساجد، بأن يقوموا بدورهم في بيان الحق والنصح للخلق، والتواصل مع ولاة الأمر بالنصيحة والتذكير، وكشف المخططات التخريبية التي تستهدف ديننا وأمننا وأخلاقنا ووحدتنا، وليعلموا علم اليقين "أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا"، "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
الخميس 3 محرم 1432 هـ
الموقعون:
1. فضيلة الشيخ د.عبدالله بن محمد الغنيمان، رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقاً
2. الشيخ/ د.محمد بن ناصر السحيباني، عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقاً
3. الشيخ/د.سليمان بن وائل التويجري، عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقاً
4. الشيخ / عبدالعزيز بن صالح العقل، داعية بمكتب الدعوة بالقصيم (سابقا)
5. الشيخ/ د.عبدالرحمن الصالح المحمود، الأستاذ في قسم العقيدة بجامعة الإمام سابقاً
6. الشيخ/ أ.د.علي بن سعيد الغامدي، عضو هيئة التدريس بالمسجد النبوي وجامعة الإمام، والمحامي والمستشار
7. الشيخ د.محمد بن سعيد القحطاني ، جامعة أم القرى سابقًا
8. الشيخ/ أحمد بن عبدالله آل شيبان العسيري، مستشار تربوي
9. الشيخ/ د.وليد بن عثمان الرشودي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين
10. الشيخ/ د.سعيد بن ناصر الغامدي، الاستاذ المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة
11. الشيخ/ د.عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى
12. الشيخ/ د.محمد بن سليمان المسعود، القاضي بالمحكمة الجزئية بالطائف
13. الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان، مدير المعهد العلمي بمكة سابقًا
14. الشيخ/ أحمد بن حسن بن محمد آل عبدالله، مشرف تربوي بإدارة تعليم عسير سابقاً
15. الشيخ/ علي بن إبراهيم المحيش، رئيس كتابة عدل الأحساء سابقاً
16. الشيخ/ د.أحمد بن عبدالله الزهراني، عميد كلية القرآن بالجامعة الإسلامية سابقاً
17. الشيخ/ د.عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف، أستاذ مشارك بجامعة الإمام
18. الشيخ/ د.عبدالله بن ناصر الصبيح، عضو هئية التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
19. الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي، مستشار تربوي
20. الشيخ/ د.خالد بن عبدالله الشمراني، أستاذ الفقه بجامعة أم القرى
21. الشيخ/ د.محمد بن صامل السلمي، عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقاً
22. الشيخ/ د.يوسف بن عبدالله الأحمد، عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الإمام
23. الشيخ/ أ.د. سعد بن عبد الله الحميِّد، الأستاذ بجامعة الملك سعود
24. الشيخ/ حمود بن ظافر الشهري، مشرف تربوي بوزارة التربية والتعليم
25. الشيخ/ بدر بن إبراهيم الراجحي، قاضي بالمحكمة العامة بمكة
26. الشيخ د.عبدالرحيم بن صمايل السلمي ، عضو هيئة التدريس في قسم العقيدة بجامعة أم القرى
27. الشيخ سعد بن ناصر الغنام، داعية إسلامي
28. الشيخ د.محمد بن عبدالعزيز اللاحم، مشرف تدريب تربوي
29. الشيخ/ محمود بن إبراهيم الزهراني، عضو لجنة الإصلاح
30. الشيخ/ د.أحمد بن عبدالعزيز الحمدان، وزارة الشؤون الإسلامية
31. الشيخ/ د.إبراهيم بن عبدالله الحماد، أستاذ مشارك في جامعة الإمام
32. الشيخ/ د.إبراهيم بن علي الحذيفي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
33. الشيخ/ عبدالرحمن بن جميل قصاص، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
34. الشيخ/ إبراهيم بن خضران الزهراني، كاتب العدل بمكة المكرمة
35. الشيخ/ عبدالعزيز بن سعود عرب، عضو الجمعية العلمية الفقهية السعودية
36. الشيخ/ د.صالح بن درباش الزهراني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
37. الشيخ/ جمال بن إبراهيم عبداللطيف الناجم، إمام وخطيب جامع لؤلؤة الشمالي
38. الشيخ/ د.محمد بن سليمان البراك، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى
39. الشيخ عبدالله بن ناصر السليمان، المفتش القضائي بوزارة العدل
40. الشيخ/ د. حسن صالح الحميد، جامعة القصيم
41. الشيخ/ خالد بن محمد الشهراني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
42. الشيخ/ د.خالد بن محمد الماجد، أستاذ مساعد في كلية الشريعة
43. الشيخ/ عيسى بن درزي المبلع، جامع الأمير سعود الفيصل بحائل
44. الشيخ/عبدالله بن فيصل آل زنان الزهراني، إمام وخطيب جامع الملك فهد بجدة
45. الشيخ/محمد بن سعيد بافيل، محاضر بجامعة الملك عبدالعزيز
46. الشيخ/عبدالله بن إبراهيم الشبانات، القاضي بالمحكمة العامة بجدة
47. الشيخ/ د.سليمان بن صالح الخميس، محامي
48. الشيخ/ د.خليل بن إبراهيم بخاري، نائب رئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني بالعزيزية بجدة
49. الشيخ/ د.موفق بن عبدالله الغامدي، أستاذ العقيدة بجامعة الملك عبدالعزيز
50. الشيخ/ حمدي بن حميد الظاهري، محامي
51. الشيخ/ فوزي بن حمد الصبحي، إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب
52. الشيخ/ علي بن عبدالرحمن محيا، مشرف تربوي بإدارة تعليم عسير سابقاً
53. الشيخ/ مسعود بن حسين بن سحنون القحطاني، مدير التوعية الإسلامية بتعليم عسير سابقاً
54. الشيخ/ سعد بن علي العمري، وزارة التربية والتعليم سابقاً
55. الشيخ/ محمد بن عوض السرحاني، وزارة التربية والتعليم سابقاً
56. الشيخ/يحيى بن حسين بن محمد القحطاني، معلم بتعليم عسير
57. الشيخ/سعيد بن علي بن دليه القحطاني، معلم بتعليم عسير
58. الشيخ /عبدالله فهد السلوم، امام جامع خب الثنيان ببريدة
59. الشيخ / ابراهيم عبدالعزيزالرميحي، رجل اعمال
60. الشيخ /عبدالله سليمان المجيدل، ادارة تعليم القصيم
61. الشيخ / عبدالله عمر السحيباني، جامعة الامام (متقاعد )
62. الشيخ / عبدالعزيز عبدالله الوهيبي، جامعة الامام
63. الشيخ /عبدالله علي الربع، جامعة الامام
64. الشيخ /احمد عبدالله الراجحي، امام وخطيب جامع النملة بالبكيرية
65. الشيخ / محمد سليمان السلمان، خطيب الجامع الكبير بعنيزة
66. الشيخ/ د.علي عمر السحيباني، جامعة القصيم
67. الشيخ/د.عبدالعزيزعبدالله الخضيري،استاذمشارك بجامعة القصيم
68. الشيخ/د.عبدالرحمن سليمان الشمسان، وزارة التربية والتعليم سابقا
69. الشيخ/ صالح بن محمد الدليقان، جامعة الإمام
70. الشيخ/ د. ابراهيم بن محمد عباس، استشاري طب أطفال
71. المهندس/ سعيد بن عبدالله العاطفي