بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في المختصر الإخبارية بتاريخ 28/10/2010 م:
قال عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" خلال تسليمه مهامه لخلفه "الجنرال آفيف كوخفي" منذ أيام: "أما في مصر، الملعب الأكبر لنشاطاتنا؛ فإن العمل تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979، فلقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلي أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام جديد في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر". أ هـ
المستفيد الأول من ضعف الحالة الأمنية وعدم الاستقرار في مصر هو العدو الصهيوني المتربص بالأمة الإسلامية.
فتش عن زعزعة الاستقرار في أي قطر بالشرق الأوسط بل وخارجه تجد أصابع صهيونية خفيه من وراء ستار، قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82].
أي: لتجدنَّ -أيها الرسول- أشدَّ الناس عداوة للذين صدَّقوك وآمنوا بك واتبعوك، اليهودَ؛ لعنادهم، وجحودهم، وغمطهم الحق (التفسير الميسر).
فريق آخر يقف من بعيد يحاول النيل من استقرار مصر (قلب الأمة العربية النابض)، هو فريق أقباط المهجر، الذين يبدون الحقد الجلي والكراهية الظاهرة لكل ما هو إسلامي ولأي استقرار في مصر، محاولين زعزعة الأمن وإشاعة الفتنة للخروج بأي قطعة مستقلة من كعكة الوطن، ولو على حساب الكرامة والأمانة التي تحتمها عليهم وطنيتهم، حتى أنهم أضروا وأساءوا لنصارى مصر، وبثوا في قلوبهم الإحساس بالانعزال وعدم الانتماء لوطنهم، خاصة مع اقتراب استفتاء تقسيم السودان المزعوم.
المستفيد الثالث: الكنيسة المصرية نفسها، والتي ناءت بحملها، وشعرت بالتقهقر الواضح جراء دخول أبناءها في دين الإسلام أفواجاً، فقمعت وسجنت وعذبت، حتى ظهرت بصورة الدولة داخل الدولة وظهر رئيسها (الأنبا شنودة) بمظهر الرئيس المستقل بقراراته عن الدولة الأم، فكان من المصلحة إزاء هذا التقهقر العقائدي أمام شعب الكنيسة أن تكتسب الكنيسة الود والتعاطف، وأن تظهر شريك الوطن بمظهر العدو الغاشم.
لذا على الحكومة المصرية معالجة الأمر بحكمة، خاصة أن هذا الحادث وقع في معقل الدعوة السلفية بمصر، وهي مدينة الإسكندرية، ومعلوم لدى الجميع أن أهل الدعوة السلفية أبعد الناس عن التفجير ومثل هذه الحوادث؛ لذا فأي تسرع من أجل الحصول على فاعل وهمي ضرره بالغ؛ فالحفاظ على هذا الفكر السلفي الصافي البعيد عن أي انحراف، يصب في مصلحة الوطن وأمنه وليس العكس.
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما» (رواه البخاري).
وأخيراً،
أسأل الله عز وجل أن يحفظ أمن مصر وأمانها فهي حقاً قلب الأمة العربية النابض، وهي درع المسلمين وبها خير أجنادهم.
والله المستعان،
كتبه: أبو الهيثم محمد درويش