إن المتابع للأحداث الجارية في الوطن العربي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى الان يعلم تماما ماذا يراد لهذا الوطن مع تكرار المحاولات لبث الفتنة وزرع كل أشكال الاستعمار المباحة وغير المباحة بداية من احتلال الارض الفلسطينية وتهجير شعبها في كل بقاع الارض واحتلال الاراضي السورية أيضا وضمها لمملكة اسرائيل هذا الكيان الذي زرع في قلب الوطن العربي لتمزيقه . ويعتمد في ذلك على أساليب وطرق متنوعة كزرع الفتنة واستخدام الدين والفرقة المذهبية عند العرب ، وتعدد انتماءاتهم يعتبر الارض الخصبة لذلك فتراه دائما يثير في قلوبهم ضغناء الحقد المتوارث كل فئة على حدة وعلى ما حصل بعد وفاة الرسول الاعظم وتفرق حال المسلمين بين مؤيد لهذا الفريق أو ذاك ورغم علمنا التام ورؤيتنا للحقيقة واضحة وجلية أمام أعيننا إلا أننا نغض الطرف عنها ونتجاهلها ونمشي وراء ما يزرعونه ويعملون على تنميته في صدورنا من غل وحقد وكره بين بعضنا البعض ، ورغم أننا اهل كتاب والقرآن الكريم لم يترك لنا شاردة ولا واردة إلا وهي في إمام مبين ورغم التحذيرات التي أوردها الله في كتابه العزيز منهم ومن أساليبهم لكننا أيضا نتجاهل هذا الامر .
وإن مايحصل الان من صدامات بين الحكومات والشعب ماهي الا سبيل جديد لإضعاف هذا الشعب وأنني لا اُحمل الشعب وحده المسؤولية تجاه مايحصل بل الى رؤساء وحكومات البلاد العربية جمعاء فهم يحملون الوزر الاكبر لما يحصل فلو كان هناك طريق للحوار الحاكم مع المحكوم لكانت دائما توجد حلول ويكون هناك رضا واقتناع وبناء في كل مجالات الحياة ولم يكن يجد المحرض مكانا يدخل منه إلى العقول .
ورغم تكرار السيناريو الموضوع لتفريق الشعوب وخلعها من جذورها إلا أننا مازلنا نقع في نفس المصيدة المنصوبة لنا والدليل واضح كما في الصورة الحاصلة الان فإلى أين نحن ذاهبون بأنفسنا وبلداننا الله وحده يعلم ..
وإن لم تكن هناك صحوة عربية شاملة يكون فيها الرئيس والمرؤس صفا واحدا ويدا واحدة فليعلم الجميع بأن نهايتنا اسوأ مما نتخيل فلينظر الجميع وليتعقل فكلنا في خندق واحد والعملية مرتبة ترتيباً دقيقاً وتسلسلياً حسب رغبتهم وحسب مايريدن ..