وهَبنــي قلـت: هـذا الصبـحُ لَيـلٌ ........... أَيعمــى العــالَمونَ عَـن الضّيـاء؟
شرح العكبري
المعنى: يريد: احسب أنني قلت فيك هجرًا، فكيف أقدر أن أقول والناس يعرفون فضلك وأصلك، فكأني إذا هجوتك كمن يقول في النهار هذا ليل، فهل يقدر على ذلك أحد، لأنه إذ قال هذا أكذبه الناس، وهذا مأخوذ من قول العامة: من يقدر أن يغطي عين الشمس؟ وهو من أحسن المعاني.
شرح البرقوقي
يقول: وقدر أني هجوتك وكأنني بذلك كمن يقول هذا النهار ليل فكيف يتأتى هذا وفعالك لا يخفى على أحد كضياء الشمس، وهل يعمى العالمون عن الضياء
شرح المعري
معناه: هب أني قلت: إن هذا النهار ليل! أيعمى العالمون عن ضياء هذا النهار؟!
وهذا مثل ضربه في أنه هجاه، وذكره مغايرة ليتقبله الناس بمشاهدتهم فضله. وقالوا: إنه كالنهار الذي لا يُخْفَى ضوء الشمس فيه، ولقالوا : إني عابثٌ في ذلك.
****
أظْمَتْنِـــيَ الدُّنْيــا فَلَمَّــا جئْتُهــا...... مُستَسِــقياً مَطَــرَتْ عَـلَيّ مَصائِبـا
شرح اليازجي
أظمتني أعطشتني وأصله أظمأتني بالهمز فخففه. والاستسقاء طلب السقي. يقول إنّ حظّه كان من الدنيا الحرمان فلمّا أقبل يلتمس جودها أفرغت عليه المصائب
شرح المعري
أظمتني: أي أعطشتني. والأصل أظمأتني بالهمزة. فقلبت الهمزة ألفًا ثم حذفها لسكونها وسكون التاء بعدها.
يقول: أظمأتني الدنيا بما أصابتني من محنها. فلما سألتها أن تكشف عني بالراحة والرضا أزادتني بلاء فأمطرت علي مصائبًا.
شرح البرقوقي
أظمتني من الظمأ: العطش: فأصلها أظمأتني، فأبدل الهمزة ألفًا ثم حذفها. يقول: كان حظي من الدنيا الحرمان. فلما التمست عطاءها أفرغت على المصائب
****
وإنْ تكُـنْ تَغلِـبُ الغَلبـاءُ عُنصُرَهـا ... فـإنَّ فـي الخَـمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ
شرح اليازجي
تغلب: قبيلة سيف الدولة وتسمى الغلباء أيضا ومعنى الغلباء الغليظة الرقبة ويقال قبيلة غلباء أَي عزيزة ممتنعة. وعنصرها أي أصلها. وليس في العنب نعت معنى. أي إن كان آباؤها من بني تغلب فإن لها فضائل لم تكن في آبائها التغلبيين كالخمر أصلها العنب وفيها من القوة وطيب الطعم والريح ما ليس في العنب.
شرح البرقوقي
تغلب: قبيلة سيف الدولة. والغلباء: في الأصل الغليظة الرقبة. والمراد العزيزة الأبية الممتنعة، وعبارة الواحدي: الغلباء: الغلاظ القلوب، نعتهم بغلظ الرقبة لأنهم لا يذلون لأحد ولا ينقادون له. يقول: هي وإن كانت من تغلب- تلك القبيلة المعروفة بالعز والمنعة- بيد أن لها مع ذلك من الفضائل ما تمتاز به عنهم وتفضلهم، كالخمر أصلها العنب، ولكن في الخمر من المزايا ما ليس في العنب، ومن ثم تفضله، وهذا مثل قوله: فإن المسك بعض دم الغزال.
شرح العكبري
المعنى: يقول: هذه وإن كانت من تغلب الغالبين الناس لشجاعتهم وعزّهم، فإنها أفضل منهم، لأنّ العنب أصل الخمر، وفي الخمر معان ليست فيه، وهذا تفضيل لها على قومها. وهو كقوله:
فإن المِسْكَ بعضُ دمِ الغزَالِ
يريد أن فيها معاني من الكمال ليست في تغلب. وقال الواحدي: الغلباء: الغلاظ الرقاب، نعتهم بغلظ الرقبة، لأنهم لا يذلون لأحد، ولا ينقادون له. انتهى كلامه. وعجز هذا البيت من الكلام الجيد، وما في القصيدة مثلُه
السبت أكتوبر 24, 2009 4:53 am
