ذَهَبَ أَمْسِ بِمَا فِيهِ.
أول من قال ذلك ضَمْضَم بن عمرو اليَرْبُوعي، وكان هَوِىَ امرأةً، فطلبها بكل حيلة، فأبت عليه، وقد كان غر بن ثعلبة ابن يربوع يختلف إليها، فاتبع ضمضمٌ أثَرَهما وقد اجتمعا في مكان واحد فصار في خَمَر إلى جانبهما يراهما ولا يريانه، فقال غر:
قديماً تُوَاتِيِني وتأبى بنفسها * على المرء جَوّاب التَّنُوفَةِ ضَمْضَمِ
فشد عليه ضمضم فقتله، وقال:
ستعلم أني لست آمن مبغضا * وأنَّكَ عَنْهَا إن نأيْتَ بمَعْزِلِ
فقيل له: لِمَ قتلت ابن عمك؟ قال: ذهب أمس بما فيه، فذهب قولُه مثلاً.
-----------
ذَرِي بِمَا عِنْدَكِ يَالَيْغَاءُ.
ذَرِي: أي أبِينِي ذَرْواً من كلامك أستدلُّ به على مُرَادك، واللَّيغاء: تأنيث الأليغ، وهو الذي لا يُبِين كلامه. يضرب لمن يكتم صاحبَه ذاتَ نفسِه.
---------
ذَكَّرَنِي فُوكِ حِمَارَيْ أَهْلِي.
أصله أن رجلا خَرَجَ يطلبُ حمارين ضلاَّ له، فرأى امرأة مُنْتَقِبة، فأعجبته حتى نَسِيَ الحمارين، فلم يزل يطلب إليها حتى سَفَرَتْ له، فإذا هي فَوْهَاء، فحين رأى أسَنَاَنَها ذكر الحمارين، فقال: ذكرني فوكِ حماري أهلي، وأنشأ يقول:
لَيْتَ النِّقابَ على النساء محرَّمٌ * كَيْلاَ تَغُرَّ قبيحةٌ إنساناً
---------
اذْهَبِي فَلَا أنْدَهُ سَرْبَكِ.
النَّدْه: الزجر، والسَّرْب: المال الراعي، وكان يقال للمرأة في الجاهلية: اذْهَبِي فلا أنْدَهُ سَرْبَكِ، فكانت تطلق بهذه اللفظة.
---------
الذَّوْدُ إِلىَ الذَّوْدِ إِبِل.
قال ابن الأعرابي: الذَّوْد لا يُوَحَّد، وقد يجمع أذودا، وهو اسم مؤنث يقع على قليل الإبل ولا يقع على الكثير، وهو ما بين الثلاث إلى العشر إلى العشرين إلى الثلاثين ولا يجاوز ذلك.
ضرب في اجتماع القليل إلى القليل حتى يؤدي إلى الكثير.
---------
الذِّئْبُ يَأْدُو للْغَزَالِ.
قال: أَدَوْتُ لَهُ آدُو أَدْواً، إذا خَتَلْته، وينشد:
أدوت له لآخُذَهُ * فَهَيْهَاتَ الْفَتَى حَذِرَا (نصب "حذرا" بفعل مضمر أي لا يزال حذرا، أو على الحال من فاعل اسم الفعل.)
يضرب في الخديعة والمكر.
ويجوز أن يكون الهمر في أدوت بدلا من العين، وكذلك في يأدو، أي يعدو لأجله، من العَدْوِ.
*------
ذِئْبُ الخَمَرِ.
الخَمَر: ما واراك من شجر أو حجر أو جرف وادٍ، وإنما يضاف إلى الخمر للزومه إياه، ومثله: ذئب غَضاً، وقنفذ برقة، وتيس حلب، وهو نبت تعتادهُ الظباء، ويقال: تيس الربل، وضب السحا، وشيطان الحَمَاطة، وأرنب الخلة.