مأوى المتقين
أخي الحبيب .أختي الحبيبة :السلام عليكم ورحمة الله .
كم يسعدنا أن تنضم لأسرة هذا المنتدى بالتسجيل إن كنت غير مسجل .
ألف تحية وشكر

مأوى المتقين
أخي الحبيب .أختي الحبيبة :السلام عليكم ورحمة الله .
كم يسعدنا أن تنضم لأسرة هذا المنتدى بالتسجيل إن كنت غير مسجل .
ألف تحية وشكر

مأوى المتقين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى إسلامي يهتم بالقضايا العامة .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحوار... أسلوب حضاري أم موقف من الآخر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تقي الدين
Admin
تقي الدين


عدد المساهمات : 1362
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/04/2009
العمر : 62
الموقع : alger

الحوار... أسلوب حضاري أم موقف من الآخر Empty
مُساهمةموضوع: الحوار... أسلوب حضاري أم موقف من الآخر   الحوار... أسلوب حضاري أم موقف من الآخر Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 5:01 am







الحوار... أسلوب حضاري أم موقف من الآخر؟


في العدد ( 399) من جريدة (النور) مقالة بعنوان (الحوارات الطاعنة) للروائي
والقاص المعروف الأديب حسن حميد، يعلّق فيها على ما يقرؤه أو يشاهده ويسمعه من
حوارات طابعها العام رفض الآخر وتخوينه، ويعبر عن رفضه لهذا النوع من أنواع الحوار
المريض المفتقر لـ (الأخلاق الأدبية) ويدعو إلى أن يقوم الحوار على الاعتراف
بالآخر وتجربته وأفكاره وخصوصيته، وإلى أن تكون غايته تقريب المسافة بين الأطراف
المتحاورة.
كنت سعيداً بقراءة هذه المقالة، وارتاحت نفسي لما فيها من روح إيجابية ترى الآخر مختلفاً له خصوصية
وليس خصماً ينبغي تحطيمه، وتنطلق من واقعية الاختلاف وموضوعيته.
ولعل الكثير من المثقفين والسياسيين والمبدعين يتمنّون أن تسود هذه الروح الإيجابية في حواراتنا،
وقد يدخل المتحاوران ساحة الحوار وهما يرغبان في ذلك، لكن الحوار يأخذ منحى آخر
مختلفاً، وتؤثر فيه عوامل عديدة تجعله متوتراً، وتعيد أحد المتحاورين أو كليهما
إلى طبيعة المتعصّب الزمّيت
.
لماذا يحدث ذلك؟
أعتقد أن جوهر هذا الأمر هو أن المتحاورين يدخلون الحوار متمسكين بأفكار ثابتة
راسخة في عقولهم، وبشعور بتميز أفكارهم وتفوقها، أي إن المتحاور يدخل الحوار وهو
غير مستعد لتعديل فكرته أو تبديلها، جزئياً أو كلياً، من خلال الآراء التي يستمع
إليها أو الحجج التي يطرحها محاوره
.
ثمة فرق كبير بين من يحاور الآخر بمرونة وتهذيب، ولكنه ينطلق فقط من رغبته في إقناع الآخر بأفكاره،
وحرصه على تعزيز مواقعها، وإلحاق الهزيمة (بخصمه) بطرق (ديمقراطية راقية)، وبين من
يحاور الآخر دون أن يرى فيه خصماً، وينطلق في حواره من ضرورة الوصول إلى ما هو أفضل،
وإلى قواسم مشتركة، مستعداً للتأثر بأفكار الآخر والقبول بما قد يجده من خلال
الحوار صحيحاً، وإن جاء مخالفاً لفكرته التي دخل الحوار مقتنعاً بها
.
أهم شرط من شروط الحوار المثمر في نتائجه، والحضاري في أساليبه، هو استعداد كل طرف من طرفيه أو
أطرافه للتأثر بالآخر، لا حرصه على التأثير فيه فقط، واقتناعه بأن الآخر مختلف
ينبغي التواصل معه وليس خصماً ينبغي سحقه، وأن لدى الآخر ما هو مفيد للوطن وما
يمكن أن يؤخذ به، وأنه ليس خطأ مطلقاً عديم النفع .
.
ثمة فرق كبير بين أن تنظر إلى الآخر على أنه مختلف لا يمكن لك الاستغناء عن وجوده والتواصل معه،
انطلاقاً من أن الحياة تقوم على التنوّع والتعدد، وبين أن تنظر إليه على أنه مخطئ ينبغي
الحوار معه من أجل إقناعه وتصويب مواقفه.
وبرغم كل ما يكتب ويقال في مجتمعاتنا العربية عن الاعتراف بالآخر، فإن الواقع يؤكد ما صوّره حسن حميد في
مقالته المذكورة، وهذا ما يجعلنا ننظر بحذر شديد إلى من يعلن اعترافه بالآخر في
بداية الحوار، أو في تقديم نفسه وتسويق مواقفه، ثم يقع النقيض فلا يعدو ذلك
الإعلان كونه انسياقاً مع الدارج في أيامنا من التحلّي بالحديث عن الديمقراطية
لممارسة خلافها أو لإخفاء الرغبة في إلغاء الآخر أو تطبيعه مع الذات.
إن الاعتراف بالآخر، كي يكون حقيقياً وصادقاً، لا بد أن يحقق ثلاثة مستويات متكاملة، كثيراً ما أشرنا
إليها في مقالات وندوات، وهذه المستويات هي:
:
1ـ الاعتراف بموضوعية وجود الآخر، أو الآخرين، انطلاقاً من أن
الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية لا تقوم على التماثل والتشابه والتطابق بل
تقوم على التنوع والاختلاف، وانطلاقاً من أنه إزاء الظاهرة الواحدة يمكن أن تجد
مواقف متنوعة وفقاً لتعدد المصالح والرؤى وطرق التفكير، وأن من الضار النظر إلى
هذه المواقف المتنوعة أو بعضها نظرة سلبية مطلقة.
2ـ الاستعداد للتواصل مع الآخر، والتفاعل معه، انطلاقاً من أن
الصواب متعدد وليس واحداً، وأن جزءاً من الحقيقة التي تبحث عنها موجود عند الآخر
المختلف، وأن جزءاً من الخطأ الذي ترمي إلى تجنّبه موجود فيك، وأن مقياس الخطأ
والصواب ليس ذاتياً ولا هو محتكر لأحد. وأن الاختلاف موجود حتى بين المنتمين إلى
تيار واحد أو فئة واحدة، بل إنه موجود حتى في المرء نفسه بشكل من الأشكال
.
والتواصل والتفاعل في هذا المستوى حتمي لأن مصلحة المجتمع هي أكبر من مصالح أية فئة من فئاته، سواء
أكانت هذه الفئة طبقة أم حزباً أم عشيرة أم مذهباً أم غير ذلك.
3ـ الاستعداد لإعطاء الآخر الحقوق ذاتها التي يطلبها الشخص لنفسه
أو الفئة لنفسها، فلا يجوز لسلطة أو حزب أو شخص أو أية جهة كانت أن تتعامل مع
الآخر انطلاقاً من أن حقوقها أكبر من حقوقه. ولا ينطبق هذا على الحوار حول هذه
القضية أو تلك، بل إنه مبدأ عام، ينطبق على علاقة الفرد بغيره، والحزب بغيره،
والقيادة بأعضاء مؤسستها الذين قد تظهر لديهم آراء مختلفة، والسلطة بمن يعارضها وهكذا
يكون الاعتراف بالآخر حقيقة .



والمسألة قابلة أيضاً
للحوار الدائم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mawa-almottakin.ahlamontada.com
 
الحوار... أسلوب حضاري أم موقف من الآخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فن الحوار والمناقشة
» أجرى الحوار - محمد البنهاوي -
» خادم الحرمين: دعوة الحوار عمّت كل مكان في السعودية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مأوى المتقين  :: ونعم دار المتقين :: عموميات متفرقة :: الحوار والمناقشة-
انتقل الى: