[size=16]قد تكون منهم -- فليس بمحال ..!
[size=21]بسم الله الرحمان الرحيم .
قد يكون لك من الأجر ما تتدارك به السابقين الأولين ..
فقط وقفة قصيرة مع :حديث الدعوة ...
الحديث: روى مسلم في صحيحه 4/2060 رقم ( 2674 ) عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من
دَعَا إلى هُدًى كان له من الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ من تَبِعَهُ لَا
يَنْقُصُ ذلك من أُجُورِهِمْ شيئا وَمَنْ دَعَا إلى ضَلَالَةٍ كان عليه من
الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ من تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذلك من آثَامِهِمْ شيئا." .
المفردات : هدى : رشاد .ضلالة : زيغ وغواية .
المعنى العام :
الدعوة قسمان : دعوة إلى طريق الهداية والرشاد ودعوة إلى طريق الغواية والفساد وعلى كل من الدعوتين يترتب الأجر أو الوزر .
الجزاء من جنس العمل :
فالدعوة للخير يترتب عليها الثواب والأجر ابتداء بمن يدعو إليه الذي ينال
أجر من تبع سبيله ، وأول الدعاة وقدوة التقاة هو النبي صلى الله عليه وسلم
الذي ينال من كل تابع له أجر عمله ثم الصحابة الكرام الذين سخروا كامل
جهدهم في نشر الهداية للبشرية جمعاء ، ثم الذين يلونهم من التابعين إلى
يوم الدين .
فكل من اقتدى بدعوتك واتبع ما تدعو إليه تنال نصيبا
من عمله دون أن ينقص من أجر المتبع شيئا ، وهذا من باب الترغيب في الدعوة
للخير التي هي أساس انتشار الأمن والعافية وبقاء المعروف بين الناس .
وكذلك الدعوة للشر يترتب عليها الوزر ابتداء بمن
دعا إليه الذي يلحقه وزره ووزر من عمل بدعوته ،وأولهم قابيل الذي سن القتل
والفساد في الأرض فيلحقه وزر كل من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض .
وهذا من باب الترهيب الشديد في الدعوة للشر ومحاولة حجزه والقضاء عليه في مهده قبل انتشاره .
الدعوة العامة :
عموم الدعوة للخير التي تشمل مصالح العباد في العاجلة والآجلة فليس الخير
الخاص بالمصالح الدينية فحسب بل كل خير في المجالين الديني والدنيوي
باعتبار أن الإسلام قد جمع بين خير الدنيا والآخرة
وهكذا الضلالة ( وهي جماع الشر ) ، التي يترتب عليها مفاسد تعود بالضرر على الناس في المجالين الديني والدنيوي .
في زماننا : كم من فرائض ضيعت وسنن تركت وأحكام هجرت فيا سعادة من بادر بإحيائها فثوابه بغير حساب .عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" --فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم." رواه الترمذي وقال حسن غريب .
ويا لشقوة من كان سببا في انتشار البدع والضلالات التي أنست الناس في السنن والواجبات .
لفتة :ما أجمل أن ندعو الناس بالأفعال قبل الأقوال ، ونحيي ما نريد إحياؤه في أنفسنا وأهلينا أولا .
مما ينبغي إحياؤه :واجب الأخوة
التي عمل النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته على زرع حبات نواتها في
نفوس الصحابة رضي الله عنهم حتى أثمرت وأينعت وذاق الناس لذتها ونعيمها ،
ففي الحقيقة أن شجرة الأخوة ذبل ساقها وجفت أغصانها وتساقطت أوراقها
وثمراتها أصبحت أكل خمط وأثل ، فأول ما ينبغي المبادرة إليه والدعوة له هو
إحياء هذا الركن في نفوس الناس بنشر تعاليم الإسلام من أخلاق وحسن معاملات
لبعث الروح من جديد .
فائدة :
ميادين الدعوة كثيرة ومن جملتها الدعوة عبر هذه الوسيلة التي أحدثت تغييرا
مذهلا لا يعلم قذره إلا العالمون ، فلنبادر في نشر هذه التعاليم عبر هذه
الشبكة بالأسلوب المناسب الذي يرضي الله ورسوله ولنسارع لهذا الثواب
المنتظر بالكلمة الطيبة والمواضيع المحركة التي تزور القلوب فتدخل بسلام
وأمان ، الدعوة للم الشمل ونبذ الخلاف والتنازع ، الجود والكرم بالوقت فهو
خير من الجود بالمال لأن الوقت أثمن منه .
فقط : إخلاص النية لله تعالى ، وهيا شمّر وتدارك الرّكب فهو الهادي والموفق لسواء السبيل .
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا وانصرنا ولا تخذلنا وأخلص نياتنا .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .[/size]
[/size]