الصيدلة عند العربكان التداوي بالأدوية عند العرب بزهور النباتات وبذورها وجذورها فاستعملوا
البصل الكمون لمعالجة أمراض الصدر،
الثوم لمعالجة ديدان وأمراض المعدة،
التين لمعالجة الإمساك،
الحلبة لأمراض الربو والسعال، والحبة السوداء لأمراض الجهاز الهضمي، والكمأة لعلاج أمراض العين،
السواك لعلاج الأسنان. وحرر الإسلام العلم والطب من العِرافة والكهانة والشعوذة.
وقد وردت أسماء بعض النباتات الطبية في الأحاديث النبوية في مجال
العلاج وفي مجال الأدوية والأشربة والخضاب، ومن هذه النباتات: التمر،
والريحان، والحنظل، والخردل،
السمسم،
وشوك السعدان،
الشعير، والسلق،
الحنطة،
الطلح،
البطيخ،
والقثاء،
الثوم،
البصل،
العنب،
والحناء،
الزعفران والعصفر،
الصندل الكافور،
والصبر، والحبة السوداء. واكتشف العلماء العرب أدوية جديدة أضافوها إلى
علم الأدوية من بينها: المسهلات كالراوند، والسنامكي، والسنط، والمنشطات
كالجوز المقيئ والأكونيت (خانق الذئب) والقنب (الحشيش) والأرجوت (صدأ
القمح) كمسكن للألم، الخشخاش (الأفيون) كمنوم ولتسكين الألم وإيقاف السعال
ومنع الإسهال. استعملوا الكافور والصندل
القرنفل والمر
وجوزة الطيب والتمر هندي القرفة الينسون الزنجبيلوالتوابل في التداوي. كان العرب يمارسون تخدير المريض أثناء العمليات
الجراحية فقد أكد ريو أن الأطباء المغاربة كانوا يستعملون السكران وهو عشب
مخدر، و
جوز الطيبفي عملية الختان أو تركيبة دواء من السكران والكبريت ويكون البخار
المتصاعد من طبخهما بمثابة مخدر يستمر تأثيره 24 ساعة. كثيرا ما كانوا
يستعملون أعضاء بعض الحيوانات لمعالجة الأمراض كداء الكلب (السعار) بتناول
9 مثقال (جرام) من كلية الكلب العقور بمجرد قتله، أو مرارته التي تحتوي
على مادة مضادة لجراثيم داء الكلب.
شعر العرب منذ القرن الثاني للهجرة بأهمية علم الصيدلة في التجارب
الطبية، كما اقتنعوا بأن معرفة الكيمياء أساسية في البحوث الصيدلية، وقد
أكد برتيلو في كتابه "الكيمياء قي القرون الوسطى" أن كتب
جابر بن حيانفي الكيمياء هي غاية ما وصل إليه العقل الإنساني من الابتكار، وأن كل
المشتغلين بهذا العلم من بعده كانوا عالة عليه. أول من اقام المستشفيات
ونظم صناعة الادوية والاعشاب كان في العصر الأموي, وفي عهد الخليفة
العباسي المعتصم ففرض تأدية امتحان في الطب والصيدلة وأجرى أول امتحان
للصيادلة عام
221 هـ.
كان المحتسب يحلف الأطباء والصيادلة السر المهني وهو أن لا يعطوا أحدا
دواء مرا ولا يركبوا له سما ولا يصنعوا التمائم عند أحد من العامة، ولا
يذكروا للنساء الدواء الذي يسقط الأجنة ولا للرجال الدواء الذي يقطع النسل
والغض عن المحارم وعدم إفشاء الأسرار والتوفر على جميع الآلات).
كان علم الطب والتداوي عند العرب مزدهرا بينما كان الأوروبيون يجهلونه
ويحتقرون اصحابه، حيث كانت الكنيسة قد حرمته عليهم وحصرت التداوي في زيارة
الكنائس والاستشفاء بالتبرك بالقديسين والتعاويذ والرقى التي كان يبيعها
رجال الدين وكان الأوروبيون يستنكفون من النظافة والاغتسال لأنها تشبه
الوضوء عند المسلمين وكان علماء النبات يسمون في المشرق بالعشابين
والشجارين والنباتيين والحشائشيين. ازدهر بالمشرق والأندلس علم النبات في
القرن 12 فظهر
النبطي (أبو العباس أحمد بن مفرج المعروف ب
ابن الرومية ولد في أشبيلية عام
615 هـ) وتلميذه
ابن البيطار وهما أندلسيان ورشيد الدين الصوري المتوفي عام
639 هـ. درس النبطي أعشاب الأندلس والمغرب وصنف كتاب الحشائش ورتب فيه أسماءها على حروف المعجم وقال لوكليرعن
ابن البيطار أنه أعظم نباتي العرب ولا يضاهيه من أطباء. وقد استفاد
ابن البيطار بانتقاله بجبال الشام وكان يصحبه رسام يصور له الأعشاب. رحل إلى المشرق عام
1217مومر بالمغرب وسجل ملاحظات شتى حول الأعشاب وبعض الأسماء وحشر في كتابه ما
سمع به وقرأه في تصانيف الأدوية المفردة وضبطه على حروف المعجم، وعينه
السلطان الكامل رئيس العشابين ومات بمصرعام
1248م وكتابه جامع المفردات أكمل وأوسع ما صنفه العرب في الطب وقد ترجمة لوكلير إلى الفرنسية وهو يتضمن المئات من وصفات العقاقير.
كانت دراسة الصيدلة اخذت تتطور في عهد الخلافة الأموية وتم اكتشاف
عناصر جديدة في الصيدلة وعلوم المعالجة واستحضرت طرق في تحضير الادوية
وحدد اصناف من الادوية والتركيبات وتعريفاتها وطرق استخدامها, قد انتعشت
أيام الخلافة العباسية منذ عام
750م وحتي عام
1258 لاسيما عند ظهور كتاب
جابر بن حيانكامل الصنعة في الكيمياء الذي يعتبر أقدم كناب في الكيمياء جمع فيه
المعارف وأبحاثه ولاسيما حول الذهب والزئبق والزرنيخ والكبريت والأملاح
والأحماض وكان يعتقد أن المعادن خليطا مصنوعا من الزئبق والكبريت بنسب
مختلفة. من العرب وجدت علوم الكيمياء طريقها من الأندلس بأسبانيا واوربا،
وأصبح علم الصيدلة أيام الخلافة العباسية علما قائما بذاته، مكملاً لمهنة
الطب، وكان نشوء علم الصيدلة عند العرب يعود إلى تاريخ القرن الثامن حيث
كان يوجد مركّبو أدوية في مستشفى جنديسابور بإيران. وكان علم الصيدلة
والأدوية مطبقاً في المستشفيات وفي الصيدليات العامة والخاصة. كان كتاب
"الصيدلة في الطب" للبيروني (القرنين العاشر والحادي عشر) مصدراً غنياً
بالمعلومات، فهو يعرض تاريخ علم الصيدلة عند العرب ويضم تعريفات للمصطلحات
الخاصة بعلم الصيدلة وتصنيف الأدوية على شكل غذاء ودواء وسموم، وعرف
البيرونيكلمة صيدنة ومرادفتها صيدلة أو مهنة الصيدلة بأنها (ترتكز على معرفة
العقاقير البسيطة بأصنافها وأنواعها ومميزاتها وعلى معرفة صنع الأدوية
المركبة وفق وصفتها الثابتة (المدونة) أو وفق رغبة الشخص المكلف بالعلاج
المؤتمن المصلح)· تطورت قوانين الصيدلة على مر القرون لا سيما بعد دراسة
دستور الصيدلة الذي وضعه القلانيسي Qalânîsîبالقرن13.
العصور الوسطىكانت الكيمياء Alchemy في العصور الوسطي تقوم أبحاثها علي محاولة تحويل
المعادن الخسيسة لذهب وفضة ومحاولة ايجاد وسيلة لإطالة حياة الإنسان. ففي
العصور الوسطي كان العالم الإنجليزي
روجر بيكون وغيره ما زالوا يعتقدون أن المعادن الخسيسة يمكن تحويلها لذهب.. وحاولوا اكتشاف حجر الفلاسفة (
بالإنكليزية: philosopher's stone) لتحضير الذهب منه والالكسير لإطالة الحياة. من خلال تجاربهم اكتشفوا كيفية تحضير روح النبيذ (الكحول) منه وفصله. في عام
1817 استطاع الصيدليان الفرنسيان
بيلاتييه Pelletier و
بيناميه Bienaimé استخلاص مادة
الإمتين (
بالإنكليزية: emetine) من جذور نبات عرق الذهب ipecacuanha
الإستركنين (
بالإنكليزية: strychnine)
البروسين (
بالإنكليزية: brucine) من
الجوز المقيء nux vomica عام
1818 في معملهما بالصيدلية. استطاع
بيلاتييه فصل
الكينين (
بالإنكليزية: quinine)
السينكونين (
بالإنكليزية: cinchonine) من
قشر الكينا (
بالإنكليزية: cinchona barks) لعلاج
الملاريا عام
1820.
الصيدلة الحديثةتطورت الصيدلة الصناعية وأصبحت الأبحاث داخل المعاهد التعليمية
والمتشئات الصتاعية الدوائية لتخليق المواد الكيميائية الدوائية وتحضير
الأدوية من النباتات والحيوانات وتنقيتها وتوليفها وأصبحت دراسة الصيدلة
الحديثة تعني بعلوم رئيسية وهي:
- علم الصيدلانيات (بالإنكليزية:
Pharmaceutics):
وهو يعني بتحويل مادة كيميائية لدواء آمن وفعال وتحديد جرعاته وكيفية
تنقيته وتصنيعه لأشكال صيدلانية كالأقراص والمراهم والكبسولات والحقن
والكريمات واللبوسات وقطرة ومستنشقات.
- علم الكيمياء الصيدلية (بالإنكليزية:
pharmaceutical chemistry) أو الكيمياء الطبية (
بالإنكليزية: Medicinal chemistry):
وهو يعني بربط الكيمياء بالصيدلة وتخليق أدوية جديدة وتطويروتصميم الدواء
ليكون مناسبا بيلوجيا للعلاج وهذا العلم يربط الكيمياء العضوية بالكيمياء
الحيوية والطبيعية والبيلوجية الجزيئية والأقرباذين والإحصاء ليصل للتكوين
الكيميائي والبنائي الأمثل للدواء وليصنع بكميات علي نطاق واسع.
- ممارسة الصيدلة (بالإنكليزية:
Pharmacy practice): نظام تطوير الصيادلة لممارسة مهنتهم والتعامل مع المرضي في الصيدليات
- الأقرباذين (بالإنكليزية:
pharmacology): وهو يعني بالأدوية وتركيبها الكيماوي ومفعول الدواء بالجسم
- علم العقاقيرالطبية (بالإنكليزية:
pharmacognosy): يدرس العقاقير من أصل نباتي وحيواني وطرق زراعتها وجمعها وحفظها وغشها ومكوناتها وموادها الفعالة وطرق فصلها ومعايرتها.
عصر المضادات الحيويةالمضادات الحيوية (
بالإنكليزية: Antibiotics) ليست مستحدثة كما يبدو فلقد لاحظها الصيدلي الفرنسي
باستير Pasteur في عام
1877. بدأ عصر المضادات الحيوية يزدهر في مكافحة الأمراض المعدية عندما اكتشف العالم الإنجليزي
فليمنج Fleming
البنسلين علم
1929.
واكب تطورها نشوب الحرب العالمية الثانية وأخذت المصانع الدوائية تنتجه
بكميات مما خفض سعره كثيرا وطورت المعامل إنتاجه واستحداث مضادات جديدة
ومهنة الصيدلة بميرلثها الذي تعدي عمره 50 قرنا تخدم البشرية حتي أصبحت
الآن من المهن المرموقة في المجتمع كالطب وشهدت عدة ثورات من خلال تطور
الأدوية وطرق تصنيعها ومن خلال الشركات الدوائية العملاقة للحفاظ علي صحة
الإنسان والحيوان وتحررت من العلاجات التقليدية. أصبح الصيادلة في المجتمع
من الصفوة المتعلمة تعليما عاليا يؤهلهم من التعامل مع المرضي والمرض في
كافة التخصصات العلاجية والأبحاث الدوائية وتصنيع الدواء وبدأت الدراسة
لعلوم الصيدلة لتواكب التطور العلاجي العالمي تدرس الصيدلة العلاجية (
بالإنكليزية: pharmacotherapeutics) والصيدلة الإكلينيكية (
بالإنكليزية: clinical pharmacy) والصيدلة النووية (
بالإنكليزية: nuclear pharmacy) والصيدلة الجينية (
بالإنكليزية: pharmacogenetics) وكيفية السيطرة علي الأمراض. كانت الصناعة الدوائية قد بدأت عام
1600 قي ألمانيا أولا، ثم إنجلترا وفرنسا وأثناء
الحرب العالمية الثانيةتطورت تطورا مذهلا مستعينة بالتطور التكنولوجي السائد في شتي فروع العلم
وتنتج المصانع كميات هائلة ليصفها الأطباء ويصنعها الصيادلة من أجل رفاهية
الإنسان وصحته وإطالة عمره والقضاء علي الأوبئة التقليدية التي كانت تحصد
الملايين ومكافحتها. لكن يبقى السؤال الذي حير الالف القراء هل هذه
التقارير من مصادر صحيحه