مأوى المتقين
أخي الحبيب .أختي الحبيبة :السلام عليكم ورحمة الله .
كم يسعدنا أن تنضم لأسرة هذا المنتدى بالتسجيل إن كنت غير مسجل .
ألف تحية وشكر

مأوى المتقين
أخي الحبيب .أختي الحبيبة :السلام عليكم ورحمة الله .
كم يسعدنا أن تنضم لأسرة هذا المنتدى بالتسجيل إن كنت غير مسجل .
ألف تحية وشكر

مأوى المتقين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى إسلامي يهتم بالقضايا العامة .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطبة : تحريم العقوق..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفيروز

الفيروز


عدد المساهمات : 43
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
العمر : 36
الموقع : مأوى المتقين

خطبة : تحريم العقوق.. Empty
مُساهمةموضوع: خطبة : تحريم العقوق..   خطبة : تحريم العقوق.. Icon_minitimeالسبت أبريل 03, 2010 3:53 am

وجوب بر الوالدين وتحريم العقوق

الشـيخ عبد الله القرعـاوي


الحمد لله الذي حذرنا من دار الغرور، وأمرنا بالاستعداد ليوم البعث والنشور، أحمده وهو الغفور الشكور، أمر ببر الوالدين وحذر ونهى عن عقوق الوالدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
عباد الله:
اتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعلموا أن رضا الله في رضا الوالدين، يشهد لذلك ما جاء في القرآن الكريم من آيات كثيرة فيها الأمر بعبادة الله وحده مقروناً بها الإحسان إلى الوالدين كقوله تعالى: -(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)- [النساء/36] وقوله: -(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)- [الإسراء/23].
وهذا دليل على ما بينهما من تلازم وارتباط إذ لا تتحقق العبادة مع العقوق، ولا يغني الإحسان إلى الوالدين مع الإشراك بالله، لأن حقيقة العبادة هي المحبة مع الذل والخضوع لله والامتثال والطاعة ولا تحصل حقيقة العبادة إلا بهما، فالعقوق عصيان واستكبار فهو نقص في حقيقة العبادة ومعناها كما في الحديث الذي رواه عمرو ابن مرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت رمضان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا -ونصب أصبعيه- مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ» رواه أحمد والطبراني بسند صحيح.
وروي عن ابن عباس أنه قال: ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها:
إحداها: قوله تعالى: -(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)- [المائدة/92] فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه.
الثانية: قوله تعالى: -(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ)- [البقرة/43] فمن صلى ولم يزكي لم يقبل منه
الثالثة: قوله تعالى: -(أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)- [لقمان/14] فمن شكر الله ولم يشكر الوالدين لم يقبل منه.
عباد الله:
وليس الأمر بالإحسان إلى الوالدين من خصوصيات هذه الأمة فحسب بل هو أمر إلهي متقدم كتبه الله على الأمم التي قبلنا كما قال عز وجل: -(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ)- [البقرة/83].
كما أثنى الله تعالى على الأنبياء، وخص بالذكر منهم يحيى عليه السلام لأنه كان بارا بوالديه على كبر سنهما، والبر في وقت الشيخوخة والحاجة أعظم منه في غيره، والحاجة لا تتحقق غالبا إلا في سن الشيخوخة والضعف، قال عز وجل عنه: -(وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا)- [مريم/14].
كما ذكر الله عيسى عليه السلام لتفانيه في خدمة أمه، واعتزازه ببرها واعترافه بفضلها، وخفض الجناح لها، قال الله عنه: -( وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا )- [مريم/32].
والأمر بالإحسان إلى الوالدين عام مطلق، ينضوي تحته ما يرضي الولد وما لا يرضيه من غير احتجاج ولا جدال ولا مناقشة، وهذا أمر هام جدا يجب الانتباه إليه، لأن كثيرا من الأبناء يغفلون عنه، إذ يحسبون أن البر فيما يعجبهم ويوافق رغباتهم، والحقيقة على خلاف ذلك وعكسه، فالبر لا يكون إلا فيما يخالف هوى الابن وميوله غالبا، ولو كان فيما يوافق هواه لم يسمى بارا.
لما روى البيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما من مسلم له والدان مسلمان، يصبح إليهما محتسبا، إلا فتح الله له بابين يعني من الجنة وإن كان واحد فواحد وإن أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتى يرضى عنه قيل: وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه. رواه البخاري في الأدب المفرد.
عباد الله: ويتحقق البر بثلاثة:
الأول: أن يؤثر الولد رضا والديه على رضا نفسه وزوجته وصديقه وأولاده وغيرهم من الناس .
الثاني: أن يطيعهما في كل ما يأمران به وينهيانه عنه سواء وافق رغبته، أم لم يوافقها، ما لم يأمراه بمعصية الله تعالى .
الثالث: أن يقدم لهما كلما يلحظ أنهما يرغبان فيه، من غير أن يطلباه منه، عن طيب نفس وسرور، مع شعوره بتقصيره في حقهما ولو بذلا لهما ماله كله.

عباد الله :
رضا الوالدين مقدم على رضا الزوجة والصديق، ومن الناس من يكرم صديقه وزوجته، ويهين أمه ناظرا إليها نظرة العداء.
روى أبو داوود والترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ وَكُنْتُ أُحِبُّهَا وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا فَقَالَ لِي طَلِّقْهَا فَأَبَيْتُ فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- «طَلِّقْهَا».
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أدعوا أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوماً فسمَّعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم، فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله تعالى أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِى هُرَيْرَةَ»، فخرجت مستبشرا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى الباب فقربت منه فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدميّ فقالت: مكانك أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح، فقلت: يا رسول الله أبشر فقد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال: خيرا رواه مسلم.
وفي الأدب المفرد قال: كان أبو هريرة إذا دخل إلى أرضه بالعقيق صاح بأعلى صوته: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أماه. فتقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا. فتقول: يا بني وأنت فجزاك الله عني خيراً ورضي الله عنك كما بررتني كبيرا.
وهذا أويس ابن عامر عاصر النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يره فآمن به وصدقه وتمنى أن يهاجر إليه في المدينة غير أن اهتمامه بخدمة أمه أقعده عن الهجرة المباركة لأنه طمع في مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة بسبب بره بأمه وانصرافه إلى خدمتها ولو فاتته الصحبة الشريفة في الدنيا ورؤية الرسول صلى الله عليه وسلم.
ففي صحيح مسلم قال : كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ». فَاسْتَغْفِرْ لِي. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟. قَالَ: الْكُوفَةَ. قَالَ: أَلاَ أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا؟. قَالَ: أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ الحديث.
عباد الله:
وعمر رضي الله عنه أفضل من أويس، غير أن وصية النبي صلى الله عليه وسلم له أن يطلب من أويس الاستغفار دليل على فضل أويس وعلو مقامه عند الله حتى إنه لو أقسم على الله لأبر قسمه، وكل ذلك لبره بأمه وزهده في الدنيا وإعراضه عنها
وروى عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في الشعب وهو مرسل عن يحيى بن أبي كثير قال : لما قدم موسى وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا قال : «ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا؟ قالوا: تركناها في أهلها قال: فإنها قد غفر لها قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: ببرها بوالدتها قال: كانت لها أم عجوز، فجاءهم النذير أن العدو يريد أن يغير عليكم الليلة، فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم، ولم يكن معها ما تحمل عليه أمها، فعمدت إلى أمها فجعلت تحملها على ظهرها، فإذا أعيت وضعتها، ثم ألصقت بطنها ببطن أمها، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء، حتى نجت».
عباد الله :
وإن إبراهيم عليه السلام بلغ بره بأبيه مبلغا عظيما، كان يدعو أباه آزر إلى الجنة، ويدعوه أبوه إلى النار، يدعو أباه إلى عبادة الله وحده، وهو يدعوه إلى عبادة الأصنام، يغضب أبوه ويهدده ويتوعده كما قال تعالى: -(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)- [مريم/46] فيأخذه إبراهيم بالخلق والرفق -(قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي)- [مريم/47].
اللهم أكبر ما أعظم بر الولد حين يقابل أباه الغاضب الثائر بالبشر والحلم والأناة، وما أجمل أن يصيح بك أبوك ثم يتقدم نحوك رافعا يده للضرب وأنت تنكب على قدميه بالتقبيل.
إن الحياة دين وقضاء، والجزاء من جنس العمل فلقد رزق الله إبراهيم عليه السلام إسماعيل عليه السلام، فبلغ من البر لأبيه ما لم يبلغ أحد في طاعة الوالد، كما ذكر الله عز وجل ذالك في كتابه المبين فقال تعالى : -(فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ)- [الصافات/101].
قال ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: -(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ)- [الصافات/102] بمعنى شب وارتجل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل -( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى [الصافات/102] ورؤيا الأنبياء وحي وإنما أعلم ابنه إسماعيل بذلك ليكون أهون عليه وليختبر صبره وجلده وعزمه في صغره على طاعة الله تعالى -( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ)- [الصافات/102] أي امض لما أمرك الله من ذبحي -( سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)- [الصافات/102] أي سأصبر وأحتسب ذلك عند الله، وصدق صلوات الله وسلامه عليه فيما وعد -(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)- [الصافات/103] فلما تشهدا وذكر الله تعالى إبراهيمُ على الذبح والولدُ شهادة الموت، وقيل أسلما يعني استسلما وانقادا، إبراهيم امتثل أمر الله وإسماعيل طاعة لله تعالى وأبيه -ومعنى تله للجبين أي صرعه على وجهه ليذبحه من قفاه ولا يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون أهون عليه- قال ابن عباس وغيره: وتله للجبين أكبه على وجهه وقيل وتله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال له: يا أبتي إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه -(وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)- [الصافات/104-105] فالتفت إبراهيم فإذا بكبش أقرن أعين قال تعالى : -(وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)- [الصافات/107] وقوله تعالى : -(قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا)- [الصافات/105] أي قد حصل المقصود من رؤياك بإضجاعك لولدك للذبح، وذكر الصدي وغيره أنه أمرَّ السكين على رقبته فلم تقطع شيئا بل حال بينها وبينه صفحة من نحاس ونودي إبراهيم عليه السلام -(قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)- [الصافات/105] أي هكذا نصرف عمن أطاعنا المكاره والشدائد ونجعل لهم من أمرهم فرجا ومخرجا -(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ)- [الصافات/106] أي الاختبار الواضح، حيث أُمر بذبح ولده فسارع إلى ذلك مستسلما لأمر الله منقادا لطاعته ولهذا قال تعالى : -(وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)- [النجم/37].
وقال تعالى عن أكبر إخوة يوسف : -( قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)- [يوسف/80].
عباد الله:
أيها الأولاد:
الوالد لا يرضيه إلا أن يرى من ابنه إقبالا عليه بقلبه ونفسه، وانصياعا منه لأمره، وسعيا لتحقيق ما يسره ويبهجه.
عباد الله:
الويل كل الويل لعاق والديه والخزي كل الخزي لمن مات عنه أبواه غاضبين عليه، أفٍّ له، هل جزاء المحسن إلا الإحسان إليه، أتبع الآن تفريطك في حقهما أنينا وزفيرا -(وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)- [الإسراء/24].
كم آثراك بالشهوات على النفس ولو غبت ساعة صارا في حبس، قد رعياك طويلا فارعهما قصيرا -(وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)- [الإسراء/24].
كم ليلة سهرا معك إلى الفجر، فإن مرضت أجريا دمعا لم يجرى مثله على غيرك، تالله لم يرضيا لتربيتك غير الكف والحجر سريرا -(وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)- [الإسراء/24].
يعالجان أنجاسك، ويحبان بقاءك ولو لقيت منهما أذى شكوت شقاءك، كم جرعاك حلوا وجرعتهما مريرا، كيف تقابل حسن فعلهما بقبيح العصيان ثم ترفع عليهما صوتا جهيرا -(وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)- [الإسراء/24].
ولكن من لطف الله بنا وتفضله علينا أن فتح علينا باب التوبة ليتوب علينا ويقيل عثرتنا ويغفر زلتنا فمن كان قلبه سليما وعمله صالحا وبدر منه في بعض الأوقات نحو والديه من غير قصد ما بدر وتاب إلى الله وأناب إليه واستغفر فإن الله تعالى يرحمه ويقبل توبته قال الله تعالى: -(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا)- [الإسراء/25].
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر، الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، ما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر، وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
عباد الله:
اتقوا الله تعالى، واعلموا أن طاعته أقوم وأقوى، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واحذروا أسباب سخط الجبار فإن أجسامكم على النار لا تقوى، واعلموا أن أصدق الحدث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار.
عباد الله :
-(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)- [الأحزاب/56].
وأكثروا عليه من الصلاة يعظم لكم ربكم بها أجرا فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا».
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحابك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنِّك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واحم حوزة الدين.
اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
اللهم عذب الكفرة من أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويعادون أولياءك، اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم، وأدر عليهم دائرة السوء، واجعل تدميرهم في تدبيرهم، يا حي يا قيوم.
اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إنا نسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، نسألك اللهم أن تنصر المستضعفين في غزة على أعدائهم اليهود، اللهم انصر المستضعفين في غزة على أعدائهم اليهود، اللهم انصر المستضعفين في غزة على أعدائهم اليهود.
اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، وأعنهم ولا تعن عليهم، اللهم وقوّ عزائمهم وسددهم في أقوالهم وأفعالهم، يا ذا الجلال والإكرام.
يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم ارحم المستضعفين في غزة، اللهم ارحم المستضعفين في غزة، اللهم ارحم المستضعفين في غزة.
اللهم ارحم موتاهم واشف مرضاهم، والطف بأيتامهم وأراملهم، واجبر كسيرهم وفك أسيرهم، وقوّ ضعيفهم، وأبدلهم بالخوف أمنا، وبالضعف قوة يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم طهر المسجد الأقصى من رجس اليهود، اللهم طهر المسجد الأقصى من رجس اليهود.
اللهم لا تجعل لليهود على المسجد الأقصى ولاية، اللهم لا تجعل لليهود على بيتك ولاية، اللهم لا تجعل لليهود على مسجدك ولاية، اللهم ولا ترفع لهم راية، واجعلهم للناس عبرة وآية، يا حي يا قيوم.
اللهم وألق في قلوبهم الرعب وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين، اللهم وزلزل أقدامهم عن المسجد الأقصى، اللهم وزلزل أقدامهم عن المسجد الأقصى اللهم وزلزل أقدامهم عن بيتك يا قوي يا عزيز، اللهم وزلزل أقدامهم عن مسجدك يا قوي يا عزيز.
لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، إليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك.
اللهم بك نصول وبك نجول، وبك نقاتل، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك اللهم في نحورهم، اللهم إنا نعوذ بك من شر اليهود والنصارى، وندرأ بك اللهم في نحورهم.
اللهم وآمنا في دورنا وأوطاننا وأصلح ووفق ولاة أمورنا، اللهم وأصلح قلوبهم وأعمالهم وسددهم في أقوالهم وأفعالهم.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لنا، ولآبائنا ولأمهاتنا، ولأولادنا ولأزواجنا، ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
-(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)- [الصافات/180-182].

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة : تحريم العقوق..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة في علو الهمة
» خطبة الحج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مأوى المتقين  :: ونعم دار المتقين :: إسلاميات :: المنتدى الإسلامي العام :: الخطب-
انتقل الى: