بسم الله الرحمان الرحيم .
من أئمة زمــــــــان .
الورقة في أيدو واللا ما بيعرف شيء .
***
ذات يوم كان الإبن في مكتبه يحضر بحثه المدرسي والذي يتناول موضوع :
حياة البرمائيات : الضفاضع .
فانكب يكتب بحثه حتى انتهى منه فجمع أوراقه ووضعها على المكتب .
والإمام أبوه ينتظر متى ينتهي ابنه ليشرع هو كذلك في كتابة خطبته .
فجلس وبدأ يقلب صفحات الكتب وكون خطبته حتى أتمها .
ثم جمع أوراق الخطبة ووضعها بجانب بحث ابنه .
ثم في الصباح وبعد انتهاء الإبن من فطوره وجمع أدواته المدرسية توجه
للمكتب وأخذ أوراق خطبة أبيه دون شعور منه ولا وعي ( ربما مكاتيب : يا سادة يا
كرام .) وبعدها توجه للجامعة التي تبعد عن مقر سكناه بأميال .
وكعادة الإمام المحترم أنه يأخذ الخطبة ويطويها طيا ( وكأن الكلمات
تتسرب بفعل فاعل ( --- خفي ..؟) .!
توجه للمسجد وعند اقتراب موعد الخطبة خرج من مقصورته .
ثم صعد المنبر وبعد الأذان شرع في خطبته .
فأخرج أوراقها المطوية وما إن فتحها حتى تفاجئ بما لا ينتظره .
إنها أوراق بحث ابنه وهي
تتناول موضوع الضفاضع وهو موضوع نمودجي لطلبة المدارس لا يصلح أن يكون خطبة جمعة .
فكر مليا كيف العمل .؟
ثم سم الله وقال : اليوم نخالف ما اعتدنا عليه ونكسر روتين خطب الوعظ
لنبحر في عالم المستنقعات والتي فيها من معجزات خلق الله ما لا يعلمه إلا الله .
نتكلم عن حياة البرمائيات ..! ونأخذ في حديتنا الضفادع وما أدراك ما
الضفادع..؟!
فنظر القوم بعضهم إلى بعض ودارت مناوشات بين جمعا من المصلين فتنبه
الإمام لهذا الأمر وقال : ومن مس الحصى فقد لغى .
فما بقي على السامعين سوى الإصغاء --- لمخلوقات الله العجيبة .
ثم شرع في خطبته مبتدأ : بحياة الضفادع وأقسامها وأنواعها ووو..؟؟!!
ثم ختم بالدعاء : وتمنى الجميع لو دعا للضفادع بالنجاة من الثعابين .
فخرج المصلون وهم يقولون : ما كفاناش عيد الشجرة وعيد المرأة ، زاد
اخطبنا على لجراين ..؟؟!
ولله في
خلقه شؤون .