واشنطن - يو بي أي
قرر
الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى
أفغانستان بدءاً من مطلع 2010 في إطار إستراتيجية جديدة لكبح الزخم الذي
اكتسبته حركة طالبان ومنعها من الإطاحة بالحكومة في كابل وتعزيز قدرات
قوات الأمن والحكومة الأفغانية على أن يبدأ انسحاب القوات اعتبارا من
منتصف العام 2011.
وشرح أوباما في كلمة بأكاديمية "ويست بوينت" العسكرية في نيويورك أمس
الثلاثاء الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان وباكستان التي تقوم
بالأساس على إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان على أن يبدأ انسحاب
تلك القوات من هناك في منتصف 2011.
وقال أوباما "بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة قررت أنه لمصلحتنا
القومية الحيوية يجب إرسال قوات أميركية إضافية قوامها 30 ألف جندي إلى
أفغانستان. وبعد 18 شهراً ستبدأ قواتنا بالعودة للوطن".
وعرض الأهداف الثلاثة للاستراتيجة الجديدة في أفغانستان التي قال انها
نتجت عن مشاورات مكثفة مع فريق الأمن القومي، وقال "علينا تجريد تنظيم
القاعدة من الملاذ الآمن، وكبح الزخم الذي اكتسبته حركة طالبان وإفقادها
القدرة على الإطاحة بالحكومة، كما علينا تعزيز قدرات قوات الأمن والحكومة
الأفغانية كي تتمكن من تسلّم القيادة بمسؤولية".
وقال ان هناك ثلاثة طرق لتحقيق هذه الأهداف، أولاً "علينا متابعة
استراتيجية من شأنها أن تقضي على زخم طالبان وزيادة قدرة أفغانستان خلال
الأشهر الـ18 المقبلة". وثانياً "علينا العمل مع شركائنا والأمم المتحدة
والشعب الأفغاني لمتابعة استراتيجية مدنية أكثر فعالية كي تتمكّن الحكومة
من الاستفادة من الأمن المحسّن".
وثالثاً قال أوباما "علينا أن نتحرّك باعتراف كامل بأن نجاحنا في أفغانستان مرتبط بشكل لا فكاك منه بشراكتنا مع باكستان".
وأشار الرئيس الأميركي إلى ان التحديات في أفغانستان ما زالت كبيرة،
موضحاً "لم نخسر أفغانستان ولكن الوضع فيها تراجع في السنوات الأخيرة".
وأضاف "ليس هناك خطراً وشيكاً بأن تتم الإطاحة بالحكومة (الأفغانية) لكن
طالبان اكتسبت زخماً. والقاعدة لم تظهر مجدداً بالعدد نفسه الذي كانت عليه
قبل 11'9 إلا أنها تحتفظ بملاذها الآمن على طول الحدود".
ولفت إلى انه لو لم يكن أكيداً بأن أمن الولايات المتحدة وأمان الشعب
الأميركي على المحك في أفغانستان لكان أعطى الأمر لكل جندي بالانسحاب
غداً. وأضاف "لم أتخذ القرار بسهولة. اتخذته لأني مقتنع بأن أمننا على
المحك في أفغانستان".
وقال ان القوات الإضافية التي سيرسلها إلى أفغانستان هي الموارد
الضرورية لاستلام زمام المبادرة في الوقت الذي تُبنى فيه قدرات أفغانستان
بما يسمح بالانسحاب المسؤول للقوات الأميركية من هذا البلد.
وأوضح ان القوات الإضافية ستنشر في الجزء الأول من العام 2010 وهو أقرب
وقت ممكن، مشيراً إلى انها ستقوم بمواجهة التمرّد هناك وتحافظ على الأمن
في المراكز السكانية. وأضاف "ستزيد هذه القوات قدرتنا على تدريب قوات
أمنية أفغانية لتكون كفوءة والدخول في شراكة معها بما يسمح للمزيد من
الأفغان بالمشاركة في القتال".
وكرر ما قاله في مناسبات أخرى بأن الالتزام الأميركي في أفغانستان ليس
بلا نهاية وقال "يجب أن يكون واضحاً بأن الأفغان سيتولون مسؤولية أمنهم
وأن أميركا ليس لها مصلحة بخوض حرب بلا نهاية هناك".
وشدد على ان الحرب في أفغانستان ليست مهمة الولايات المتحدة لوحدها وهو
ما يلزمها بالعمل مع أصدقائها وحلفائها، وقال "لأن هذا مجهود دولي طلبت أن
يكون التزامنا مدعوماً بمساهمات من حلفائنا الذين أرسل بعضهم قوات إضافية
ونحن على ثقة بأنه ستكون هناك مساهمات إضافية في الأيام والأسابيع
المقبلة".
واعتبر ان "القوات الأميركية والدولية الإضافية ستسمح لنا تسريع تسليم
المسؤولية للقوات الأفغانية والسماح لنا بالبدء بنقل قواتنا خارج
أفغانستان في يوليو'تموز2011".
ورفض المقاربة بين الحرب الأميركية في أفغانستان وحرب فيتنام وقال "على
عكس فيتنام يشاركنا تحالف واسع من 43 دولة يعترف بشرعية تحركنا. وعلى عكس
فيتنام، نحن لا نواجه حركة تمرد شعبي واسعة النطاق، والأهم من ذلك،انه على
عكس فيتنام تعرض الشعب الأميركي لهجوم شرس انطلاقاً من أفغانستان، وما زال
هدفاً لهؤلاء المتطرفين أنفسهم الذين يتآمرون على الحدود".
وسترفع القوات الإضافية التي سيتم إرسالها إلى أفغانستان عديد القوات
الأميركية هنا إلى حوالي 100 الف جندي و"ستكلف، بحسب أوباما، 30 مليار
دولار هذه السنة.
الأربعاء ديسمبر 02, 2009 3:02 am
