أستاذنا الجليل: قال تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً) فما الاستطاعة، وكيف يكون المسلم مستطيعاً،؟؟
وشكراً لكم دائماً.
*********
الاستطاعة يا أخي بالنسبة للحج هي:
1- أن يكون المكلف صحيح البدن: فإن عجز لشيخوخة أو زمانة "مرض مزمن" أو مرض لا يُرجى شفاؤه لزمه إحجاج غيره عنه إن كان له مال.
2- أن تكون الطريق آمنة: بحيث يأمن الحاج على نفسه "صحته، حياته" وعلى ماله، فلو خاف قطاع الطريق أو خاف وباء فهو ممن لا يستطيع.
3- أن يكون مالكاً للكلفة المقدرة من قبل ذوي الاختصاص: وقد عبر الفقهاء قديماً عن ذلك بأن يملك الزاد والراحلة، فإن كان مديناً فالأولى أن يوفي الدين، لأن الدين يجب على الحال والآن، والحج يجب على التراخي، وأيضاً فالصلة مع الله قائمة على المسامحة وأما مع الناس فقائمة على المشاححة، كما يجب أن يكون لديه نفقة عياله إن كان ذا عيال أثناء غيابه وهكذا.
4- أن لا يوجد ما يمنع الناس من الذهاب إلى الحج: كالحبس والخوف من سلطان جائر يمنع الناس منه.
وأما حج الصبي ومن هو دون البلوغ فلا يجب عليه الحج، لكنه إذا حج صح منه ولا يجزئه عن حجة الفريضة، وقد قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى" رواه الطبراني بسند صحيح.
وإن كان الصبي مميزاً أحرم بنفسه فأدى مناسك الحج بنفسه، وإلا أحرم عنه وليه "أبوه أو جده أو وصيه" ولبى عنه وطاف به وسعى ووقف بعرفة ورمى عنه، ولو بلغ قبل الوقوف بعرفة أو أثناء الوقوف أجزأ عن حجة الفريضة.
ونسأل الله لحجاج هذا العام وكل الأعوام السلامة والحفظ والحماية من كل مكروه ومرض ووباء، وأن يجنب الإنسان عامة كل ما يؤذيه مادة ومعنى، والحمد لله رب العالمين.
أجاب عليها فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام .