بسم الله الرحمان الرحيم .
أردت أن استحظر لكم هذه الأبيات نظرا لما تحمل من معاني جليلة وحكم نبيلة .
والمغزى منها هو : إذا كانت غايتك في مقالك وأعمالك وجميع أحوالك هو نيل مرضاة الناس فلن تبلغ هذه الغاية بل ستجد ما يثير إشمئزازك منهم وستضيع أحلامك وتتبخر أمنياتك وتصطدم بعاقبة تضعف من سعيك وتردك خائبا أسفا .
اقرأ بتمعن :
ضحكت فقالـوا ألا تحتشـم ----بكـيـت فقـالـوا ألا تبـتـسـم
بسمـت فقالـوا يرائـي بهـا--- عبست فقالـوا بـدا مـا كتـم
صمت فقالوا كليـل اللسـان--- نطقـت فقالـوا كثيـر الكـلـم
حلمت فقالوا صنيع الجبان ---ولـو كــان مقـتـدراً لانتـقـم
بسلـت فقالـوا لطـيـشٍ بــه--- وما كان مجترئـاً لـو حكـم
يقـولـون شــذ إذا قـلــت لا--- وإمـعــة حـيــن وافـقـتهـم
فأيـقـنـت أني مـهـما أردت--- رضـى النـاس لابـد أن أذم
النتيجة : فلتكن نيتك وغايتك هو نيل مرضاة الله تعالى الذي لا يخيبك ولا يردك ولا يفضحك حتى ولو أخطأت حتى ولو تعديت في جنابه وطرقت بعدها أبوابه فتح لك ووسع في رحابه .
قال جل وعلا :" لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً."