من طرائف التراث : قسمة عادلة !
الكاتب: أبو ريناد الشهري في تصنيف غير مصنف
اضف تعليقك
ذكر الجاحظ في كتابه ” الحيوان ” أن اعرابيا حدثه بقصة ضيفه الأعرابي حينما استضافه في بيته، أما هو فكانت عائلته مكونة من امرأته وابنان وابنتان، وكان عنده دجاج كثير.
فقال لامرأته : بادري واشوي لنا دجاجة واحدة وقدميها إلينا للغداء.
فلما حضر الغداء جلسوا جميعًا مع الأعرابي، فقدموا للأعرابي الدجاجة وقال له صاحب البيت -وهم يريدون الضحك والسخرية به – : قسمها بيننا.
قال الأعرابي : لا أحسن القسمة فإن رضيتم بقسمتي قسمتها بينكم.
قالوا له : فإنّا نرضى.
فأخذ الأعرابي رأس الدجاجة فقطعه وناوله لصاحب البيت وقال له: الرأس للرأس.
وقطع الجناحين وقال : الجناحان للإبنين، ثم قطع الساقين فقال : الساقان للابنتين.
ثم قطع ذنب الدجاجة وقال : العجّز – مؤخرة – للعُجُز، ثم قطع أعلى الصدر وقال : الزور للزائر، فأخذ الأعرابي باقي الدجاجة بأسرها وسخر منهم !
ففي اليوم الثاني قال صاحب البيت لامرأته اشوي لنا خمس دجاجات، فلما حضر الغداء، قال للاعرابي : اقسم بيننا.
قال الأعرابي : إني أظن أنكم وجدتم في انفسكم !
قالوا له : لا لم نجد في انفسنا فأقسم.
قال الأعرابي : أقسم شفعًا أو وترا ؟ – أي زوجا او فردا -
قالوا له : اقسم وترًا.
قال الأعرابي : أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة. ثم رمى اليهما بدجاجة.
ثم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة. ثم رمى إليهما بدجاجة.
ثم قال : وابنتاك ودجاجة ثلاثة. ثم رمى إليهما بدجاجة.
ثم قال : أنا ودجاجاتان ثلاثة. وأخذ دجاجتين وسخر منهم.
فأصبحوا ينظرون إلى دجاجتيه فقال : ما تنظرون ! لعلكم كرهتم قسمتي، الوتر لا يجيء إلا هكذا، فهل لكم في قسمة الشّفع؟
قالوا له : نعم.
فضمهن إليه، ثم قال : أنت وابناك ودجاجة أربعة.ورمى إليهم بدجاجة.
ثم قال: والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة. ورمى إليهن بدجاجة.
ثم قال: أنا وثلاث دجاجات أربعة، وضم إليه الثلاث.
ورفع الأعرابي يديه إلى السماء وقال : اللهم لك الحمد، انت فهّمتنيها!