«أبناء السلفية الجدد»... استوعبوا التراث

«أبناء السلفية الجدد»... استوعبوا التراث وانفتحوا على «الثقافات»

سألت «الحياة» الدكتور زيد الفضيل عن أصوات خرجت عن عباءة المدرسة السلفية التقليدية كالشيخ احمد بن باز والشيخ احمد الغامدي وعبرت عن فهم مختلف لقضايا المرأة مثلاً، هل يقود صعودها إلى صراع فكري داخليفأجاب: « لا أتصور ذلك أبدا، بل المشهد أمامي يحكي حالة التطور المنطقي لأي فكر ورؤية دينية، علينا التفريق بين رؤيتين تجديديتين ضمن إطار هذا الخروج عن أفاق المدرسة التقليدية بوجه عام، الرؤية الأولى التي يمثلها الشيخ احمد بن باز والشيخ محمد الدحيم والشيخ عبدالعزيز القاسم وغيرهم من طلبة العلم الشرعي ومن أبناء المدرسة السلفية، هؤلاء ينطلقون في رؤاهم التحديثية التنويرية من منطلقات شرعية ذات بعد فكري، تكوَّن لديهم بفعل القراءة الحرة وإعمال التفكير وآليات التحليل حال قراءتهم».

ورأى أن هذه الشريحة عند غربلتها «لمختلف المفاهيم التراثية الراسخة في أذهانهم، تفتقت أذهانهم بمعارف وآراء دينية تنويرية كان لها الدور في تقليص الفجوة بين مختلف التيارات الفكرية المعاصرة والتيار السلفي.

أما الرؤية التحديثية الثانية التي تبنى إعلانها بعض المشايخ ممن لم ينخرطوا ضمن جنبات أفاق القراءة الفكرية الحرة، وبالتالي لم يظهر عليهم ضمن «أبناء السلفية الجدد»... استوعبوا التراث 1270750481263612500

تجليات خطاباتهم أي بعد فكري معاصر متعدد، فإنها حتما رؤية ذات أبعاد نفعية، وسرعان ما سينكفؤ أصحابها على أنفسهم، أو يكون مصيرهم الخروج بتاتا إلى أقصى اليسار» . وأضاف «أنا شخصيا أعول على الطلبة الشرعيين الذين استوعبوا التراث وفهموه، ثم انفتحوا على آفاق فكرية أخرى دون أن يتمترسوا أمامها، وحاولوا فهمها ومناقشة أفكارها في دواخلهم، ليكتشفوا أن هناك جوانب كبيرة لدى الآخر من الممكن أن يتفقوا معها، وبذلك أخذت رؤاهم التجديدية والتنويرية تظهر في كتاباتهم، هؤلاء مع نظرائهم من التيار الليبرالي المحافظ سيشكلون ميزان الاعتدال مستقبلا ليس على الصعيد الوطني وإنما حتى على الصعيد القومي والإسلامي، وباجتماعهما سيشكلون أيضا قطبي رحى التيار «الليبرالي الإسلامي»، الذي سيكون على عاتقه تقديم رؤية تنويرية معاصرة تساعد في إنقاذً مجتمعاتنا الإسلامية من حالة التخلف الفكري المعاش».

وحـول مناقشته بعدم قبول المجتمع آنياً لهذه الشريحة من طلبة العلم الــذين يعــول عليهم الفضيل، كرر القول بأن ذلك «طبيعي لمجتمع تعود السير وفق رؤية واحدة جـامـــدة، وتــم إفهامه بأن هذه الرؤية هي الطريق الوحيد إلى الجنة، وواقـــع الحال فإن مجتمعنا في أغلبه «طائفة بيضاء» وهم من العوام، «أبناء السلفية الجدد»... استوعبوا التراث 1270750481293612900

أو أنصاف المتعلمين، وهم بشكل عام غير «مؤدلجين»، ولذلك ومع الانفتاح المعرفي والفضائي المعاش فقد تحرر كثير منهم من قيود كثير من الأفكار الأحادية التي كانت مسيطرة على مخيال مجتمعنا الديني، ومكنهم هذا الانفتاح من قراءة أطروحات جديدة عبر وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، كانوا في الماضي مغيبين، وكان التقليديون منهم يضعون أفئدتهم وعقولهم خلف أناس يسوقونهم حيثما شاءوا، أما الآن فالأمر مختلف جدا».

وزاد «في تصوري فإن التنويريين الجدد لن يقف أمامهم في المستقبل أحد، لأن كل من يقرأ كتاباتهم يشعر بالتناغم معها، ولم يعد لأطروحاتهم الفكرية والدينية أي إحساس بالرفض، هم حتما سيكونون المستقبل إذا طوروا من آلياتهم، وتقدموا إلى الأمام، وتقاربوا مع مختلف الأفكار في الإطار الثقافي، ومع المذاهب والتيارات الأخرى».

» من طرائف التراث : قسمة عادلة !