نسمع كثيرا عن المحاولات المتكررة من الداخل والخارج لتسوية النزاع بين فلسطين المحتلة واليهود الغاصبين، وأكثر الحلول تفاؤلا تلك التي تتحدث عن دولة فلسطينية على حدود 67 فهل يجوز لنا من باب الأمر الواقع، ونظرا لضعف المسلمين وتفرقهم أن نقبل بهذه الحلول حقنا للدماء ؟ الجواب الدكتور رجب أبو مليح:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه
القدس خاصة، وفلسطين عامة وقف إسلامي، لا يجوز لأحد كائنا من كان أن يتنازل عن جزء منها، أو يساوم عليه، سواء كان حاكما أو محكوما، فهي ليست ملكا لدولة من الدول، ولا حكام من الحكام ، ولا شعب من الشعوب، بل هي ملك الأمة المسلمة كلها ، هي ملك لهذا الجيل، وميراث للجيل الماضي، وستكون ملكا للأجيال القادمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
والوقف لا يتصرف فيه إلا بإذن صاحبه، وما دمنا لن نستطيع الحصول على إذن الأمة كلها الآن، ولا الأجيال القادمة فلن نستطيع أن نتنازل عن جزء منه سواء في مقابل السلام أو مقابل أرض أخرى أو في مقابل مال أو غيره.
والقدس بها المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وهو في حرمة التنازل عنه يشبه المسجد الحرام وقف لكل المسلمين أيضا، لا يجوز التنازل عنه بأية حال.
والمحافظة على هذا الوقف ليست مسئولية أهل فلسطين وحدهم، بل هذا واجب على المسلمين جميعا، يأثمون إن لم يتعاونوا ويتناصروا في الدفاع عنه كل بما يطيق ويستطيع، كما تحدث عن ذلك فقهاؤنا القدامى والمحدثين أنه لو اغتصب شبر من أرض الإسلام فعلى كل المسلمين أن يهبوا لاسترداده وإعادته لديار المسلمين .
ويمكنك ـ أخي ـ مطالعة هذه الفتاوى لعلها تكمل الصورة عن أهمية هذا المكان ومكانته في وعي المسلمين وقلوبهم .